ذلك في الطبيعة أن العظم لما عجز عن قبول الغذاء من اللحم لما بينهما من التباعد جعل الباري تعالى بحكمته بينهما الغضروف المناسب لهما ليأخذ من هذا ويعطي ذلك أو خليفة من سكن الأرض قبله أو هو وذريته لأنهم يخلفون من قبلهم أو يخلف بعضهم بعضا وإفراد اللفظ إما للاستغناء بذكره عن ذكر بنيه كما استغني بذكر أبي القبيلة في قولهم مضر وهاشم أو على تأويل من يخلفكم أو خلفا يخلفكم وفائدة قوله تعالى هذا للملائكة تعليم المشاورة وتعظيم شأن المجعول بأن بشر عز وجل بوجود سكان ملكوته ولقبه بالخليفة قبل خلقه وإظهار فضله الراجح على ما فيه من المفاسد بسؤالهم وجوابه وبيان أن الحكمة تقتضي إيجاد ما يغلب خيره فإن ترك الخير الكثير لأجل الشر القليل شر كثير إلى غير ذلك.
(٢٨١)