تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٢٧٧
* (وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم) * فإن تعاقب الافتراق والاجتماع والموت والحياة عليها يدل على أنها قابلة لها بذاتها وما بالذات يأبى أن يزول ويتغير وأما الثانية والثالثة فإنه عز وجل عالم بها وبمواقعها قادر على جمعها وإحيائها وأشار إلى وجه إثباتهما بأنه تعالى قادر على إبدائها وإبداء ما هو أعظم خلقا وأعجب صنعا فكان أقدر على إعادتهم وإحيائهم وأنه تعالى خلق ما خلق خلقا مستويا محكما من غير تفاوت واختلال مراع فيه مصالحهم وسد حاجاتهم وذل كدليل على تناهي علمه وكمال حكمته جلت قدرته ودقت حكمته وقد سكن نافع وأبو عمرو والكسائي الهاء من نحو فهو وهو تشبيها له بعضد. * (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) * تعداد لنعمة ثالثة تعم الناس كلهم فإن خلق آدم وإكرامه وتفضيله على ملائكته بأن أمرهم بالسجود له إنعام يعم ذريته وإذا ظرف وضع لزمان نسبة ماضية وقع فيه أخرى كما وضع إذ الزمان نسبة مستقبلة يقع فيه أخرى ولذلك يجب إضافتهما إلى الجمل كحيث في المكان وبنيتا تشبيها لهما بالموصولات واستعملتا للتعليل والمجازاة ومحلهما النصب أبدا بالظرفية
(٢٧٧)
مفاتيح البحث: السجود (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»