معهم من التوراة بحال الحمار في جهله بما يحمل من أسفار الحكمة والغرض منهما تمثيل حال المنافقين من الحيرة والشدة بما يكابد من انطفأت ناره بعد إيقادها في ظلمة أو بحال من أخذته السماء في ليلة مظلمة مع رعد قاصف وبرق خاطف وخوف من الصواعق ويمكن جعلهما من قبيل التمثيل المفرد وهو أن تأخذ أشياء فرادى فتشبهها بأمثالها كقوله تعالى * (وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور) * وقول امرئ القيس (كأن قلوب الطير رطبا ويابسا لدى وكرها العناب والحشف البالي) بأن يشبه في الأول ذوات المنافقين بالمستوقدين وإظهارهم الإيمان باستيقاد النار وما انتفعوا به من حقن الدماء وسلامة الأموال والأولاد وغير ذلك بإضاءة النار ما حول
(٢١٣)