تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٢٠٨
ما يرويه وإنما قال مع الإضاءة * (كلما) * ومع الإظلام * (إذا) * لأنهم حراص على المشي فكلما صادفوا منه فرصة انتهزوها ولا كذلك التوقف ومعنى قاموا وقفوا ومنه قامت السوق إذا ركدت وقام الماء إذا جمد * (ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم) * أي ولو شاء الله أن يذهب بسمعهم بقصيف الرعد وأبصارهم بوميض البرق لذهب بهما فحذف المفعول لدلالة الجواب عليه ولقد تكاثر حذفه في شاء وأراد حتى لا يكاد يذكر إلا في الشيء المستغرب كقوله (فلو شئت أن أبكي دما لبكيته) ولو من حروف الشرط وظاهرها الدلالة على انتفاء الأول لانتفاء الثاني ضرورة انتفاء الملزوم عند انتفاء لازمه وقرئ لأذهب بأسماعهم بزيادة الباء كقوله تعالى * (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) *
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»