بالخير وقال أهل الكوفة: تقديره ووصينا الانسان أن يفعل حسنا فيقدر له فعل.
وقال الشاعر:
عجبت من دهماء إذ تشكونا * ومن أبي دهماء إذ يوصينا * خيرا بها كأنما خافونا * أي يوصينا أن نفعل بها خيرا، كقوله: " فطفق مسحا " أي يمسح مسحا. وقيل:
تقديره ووصيناه أمرا ذا حسن، فأقيمت الصفة مقام الموصوف، وحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. وقيل: معناه ألزمناه حسنا. وقراءة العامة " حسنا " بضم الحاء وإسكان السين. وقراء أبو رجاء وأبو العالية والضحاك بفتح الحاء والسين. وقرأ الجحدري.
" إحسانا " على المصدر، وكذلك في مصحف أبى، التقدير: ووصينا الانسان أن يحسن إليهما إحسانا، ولا ينتصب بوصينا، لأنه قد استوفي مفعوليه. (إلى مرجعكم) وعيد في طاعة الوالدين في معنى الكفر. (فأنبئكم بما كنتم تعملون. والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين) كرر تعالى التمثيل بحالة المؤمنين العاملين لتحرك النفوس إلى نيل مراتبهم. وقوله: " لندخلنهم في الصالحين " مبالغة على معنى، فالذين هم في نهاية الصلاح وأبعد غاياته. وإذا تحصل للمؤمن هذا الحكم تحصل ثمرته وجزاؤه وهو الجنة.
قوله تعالى: ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولين جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أو ليس الله بأعلم بما في صدور العلمين (10) وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنفقين (11) قوله تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله) الآية نزلت في المنافقين كانوا يقولن آمنا بالله (فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس) أي أذاهم (كعذاب الله) في الآخرة فارتد عن إيمانه. وقيل: جزع من ذلك كما يجزع من عذاب الله ولا يصبر غلى الأذية في الله.