تفسير القرطبي - القرطبي - ج ٧ - الصفحة ٣٣٠
الصلب. قيل: نزلت في المستهزئين من قريش قتلهم الله في ليلة واحدة بعد أن أمهلهم مدة. نظيره " حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة (1) ". وقد تقدم.
قوله تعالى: أو لم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين (184) قوله تعالى: (أو لم يتفكروا) أي فيما جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم. والوقف على " يتفكروا " حسن. ثم قال: " ما بصاحبهم من جنة " رد لقولهم: " يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون (2) ". وقيل: نزلت بسبب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة على الصفا يدعو قريشا، فخذا فخذا، فيقول: " يا بني فلان ". يحذرهم بأس الله وعقابه. فقال قائلهم: إن صاحبهم هذا لمجنون، بات يصوت حتى الصباح.
قوله تعالى: أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شئ وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون (185) قوله تعالى: (أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض) فيه أربع مسائل:
الأولى - قوله تعالى: (أو لم ينظروا) عجب من إعراضهم عن النظر في آياته، ليعرفوا كمال قدرته، حسب ما بيناه في سورة (البقرة (3)). والملكوت من أبنية المبالغة ومعناه الملك العظيم. وقد تقدم (4).
الثانية - استدل بهذه الآية - وما كان مثلها من قوله تعالى: " قل انظروا ماذا في السماوات والأرض (5) " وقوله تعالى: " أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها (6) " وقوله:

(1) راجع ج 6 ص 425.
(2) راجع ج 10 ص 4.
(3) راجع ج 1 ص 185.
(4) راجع ص 23 من هذا الجزء.
(5) راجع ج 8 ص 386.
(6) راجع ج 17 ص 5.
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»