وحيدا (1) " وقوله: " ذرهم يأكلوا ويتمتعوا (2) ". وهو الظاهر من الآية، لقول تعالى:
سيجزون ما كانوا يعلمون. والله أعلم.
قوله تعالى: وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون (181) في الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هم هذه الأمة). وروي أنه قال: (هذه لكم وقد أعطى الله قوم موسى مثلها) وقرأ هذه الآية وقال: " إن من أمتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى ابن مريم ". فدلت الآية على أن الله عز وجل لا يخلي الدنيا في وقت من الأوقات من داع يدعو إلى الحق.
قوله تعالى: والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون (182) أخبر تعالى عمن كذب بآياته أنه سيستدرجهم. قال ابن عباس: هم أهل مكة.
والاستدراج هو الأخذ بالتدريج، منزلة بعد منزلة. والدرج: لف الشئ، يقال: أدرجته ودرجته. ومنه أدرج الميت في أكفانه. وقيل: هو من الدرجة، فالاستدراج أن يحط درجة بعد درجة إلى المقصود. قال الضحاك: كلما جددوا لنا معصية جددنا لهم نعمة.
وقيل لذي النون: ما أقصى ما يخدع به العبد؟ قال: بالألطاف والكرامات، لذلك قال سبحانه وتعالى: " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون " نسبغ عليهم النعم وننسيهم الشكر، وأنشدوا:
أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت * ولم تخف سوء ما يأتي به القدر وسالمتك الليالي فاغتررت بها * وعند صفو الليالي يحدث الكدر قوله تعالى: وأملى لهم إن كيدي متين (183) قوله تعالى: (وأملى لهم) أي أطيل لهم المدة وأمهلهم وأؤخر عقوبتهم. (إن كيدي) أي مكري. (متين) أي شديد قوي. وأصله من المتن، وهو اللحم الغليظ الذي عن جانب