تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٣٧٦
تلك وهي النفس الطيبة المتنورة بنور الوحدة الوحدانية في أفعالها الصادرة عن العقل الغير المتشعبة إلى الشعب المختلفة المتضادة * (ولا يغني) * من لهب نار الهوى وتعب طلب ما لا يبقى.
* (إنها ترمي بشرر) * الدواعي العظيمة والتمنيات الباطلة كالجبال النارية مع الحرمان عن المتمنيات.
* (هذا يوم لا ينطقون) * لفقدان آلات النطق وعدم الإذن فيه بالختم على الأفواه فلا يعتذرون لأنهم لا يتمكنون من الاعتذار وذلك اليوم يوم طويل لا نهاية لطوله والمواقف فيه مختلفة ففي بعض المواقف لا ينطقون وفي بعضها يمكنهم النطق.
* (هذا يوم الفصل جمعناكم) * بالحشر العام في عين جمع الوجود مع الأولين ثم فرقنا بين السعداء منكم والأشقياء أو فصلنا بينكم بتمييزكم من السعداء وجمعناكم مع الأولين من الأشقياء المتوفين قبلكم في النار * (فإن كان لكم كيد فكيدون) * تعجيز لهم وبيان لمقهوريتهم وعدم حيلتهم في رفع العذاب.
تفسير سورة المرسلات من [آية 41 - 48] * (إن المتقين) * المتزكين عن صفات النفوس وهيئات الأعمال المتجردين عنها * (في ظلال) * من الصفات الإلهية * (وعيون) * من العلوم والمعارف والحكم والحقائق المستفادة من تجلياتها.
* (وفواكه) * من لذات المحبات والمدركات * (مما يشتهون) * على حسب إرادتهم مقولا لهم * (كلوا واشربوا) * أي: كلوا من تلك الفواكه واشربوا من تلك العيون أكلا هنيئا وشربا هنيئا سائغا رافها * (بما كنتم تعملون) * من الأعمال الزكية والرياضات القلبية والقالبية.
* (إنا كذلك نجزي المحسنين) * الذين يعبدون الله في مقام مشاهدة الصفات والذات من ورائها لقوله: ' الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه '.
* (وإذا قيل لهم اركعوا) * انخفضوا واخشعوا بالانكسار وتواضعوا لقبول الفيض بترك التجبر والاستكبار لا يقبلون ولا ينقادون وذلك إجرامهم الموجب لهلاكهم.
(٣٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 381 ... » »»