تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٣٨١
* (زجرة) * أي: صيحة * (واحدة) * هي تأثير الروح الإسرافيلي في تعلق هذه الروح المفارقة بالمادة القابلة لها دفعة فتحيا وذلك يوم القيامة الصغرى.
* (فإذا هم) * أي: فاجؤوا الحصول * (بالساهرة) * وقت هذه النفخة أي: النفخ والكون بالساهرة في آن واحد، والساهرة أرض بيضاء مستوية أي: عالم الروح الإنساني المفارق الغير الكامل، فإنها أرض بالنسبة إلى أسماء عالم القدس الذي هو مأوى الكمل، سميت بالساهرة لنوريتها وبساطتها أو الروح الحيواني لاتصال الأرواح الإنسية الناقصة بها عند البعث فتلبثها بها ضرورة انجذابها إلى المادة ويمكن أن يكون إشارة إلى المحل الذي تتصل به الروح عند البعث لبياضه واستواء أجزائه.
تفسير سورة النازعات من [آية 15 - 33] * (وإذا ناداه ربه بالواد المقدس) * الوادي المقدس هو عالم الروح المجرد لتقدسه عن التعلق بالمواد واسمه * (طوى) * لانطواء الموجودات كلها من الأجسام والنفوس تحته وفي طيه وقهره وهو عالم الصفات ومقام المكالمة من تجلياتها، فلذلك ناداه بهذا الوادي. ونهاية هذا العالم هو الأفق الأعلى الذي رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده جبريل على صورته * (طغي) * أي: ظهر بأنائيته، وذلك أن فرعون كان ذا نفس قوية حكيما عالما سلك وادي الأفعال وقطع بوادي الصفات واحتجب بأنائيته وانتحل صفات الربوبية ونسبها إلى نفسه وذلك تفرعنه وجبروته وطغيانه فكان ممن قال فيه صلى الله عليه وسلم: ' شر الناس من قامت القيامة عليه وهو حي ' لقيامه بنفسه وهواها في مقام توحيد الصفات وذلك من أقوى الحجب.
* (هل لك إلى أن تزكى) * بالفناء عن أنائيتك * (وأهديك إلى) * الوحدة الذاتية بالمعرفة الحقيقية * (فتخشى) * وتلين أنائيتك فتفنى.
* (فأراه الآية الكبرى) * أي: الهوية الحقيقية بالتوحيد العلمي والهداية الحقانية فلم يرها لقوة حجابه ورسوخ توهمه فكذبه في أن وراء ما بلغ من المقام رتبة * (وعصي) * أمره لتفرعنه وعتوه * (ثم أدبر) * عن مقام توحيد الصفات الذي هو فيه لذنب حاله وتوجه إلى مقام النفس بالكلية لعناده واستيلاء نفسه وشدة ظهورها بالدعوى * (يسعى) * في دفع
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»