تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٢١٣
* (إن الذين يلحدون في آياتنا) * أي: يميلون ويزيغون فيها من طريق الحق إلى الباطل فينسبونها إلى غير الحق لاحتجابهم عنه ويتلونها بأنفسهم فيفهمون منها ما يناسب صفاتهم * (لا يخفون علينا) * وإن خفينا عنهم * (وإنه لكتاب عزيز) * منيع محمي عن أن يمسه وتفهمه النفوس الخبيثة المحجوبة فتغيره ويطلع عليه المبطلة فتبطله لبعده عن مبالغ عقولهم.
تفسير سورة فصلت من [آية 42 - 54] وما اعتقدوه من باطلهم إذ * (لا يأتيه الباطل من) * جهة من الجهات لا من جهة الحق فيبطله بما هو أبلغ منه وأشد إحكاما في كونه حقا وصدقا ولا من جهة الخلق فيبطلونه بالإلحاد في تأويله ويغيرونه بالتحريف لكونه ثابتا في اللوح محفوظا من جهة الحق، كما قال تعالى: * (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) * [الحجر، الآية: 9].
* (قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء) * أي: هو للمؤمنين بالغيب هداية تهديهم إلى الحق وتبصرهم بالمعرفة وشفاء يزيل أمراض قلوبهم من الرذائل كالنفاق والشك أي:
تبصرهم بطريق النظر والعمل فتعلمهم وتزكيهم * (والذين لا يؤمنون) * من المحجوبين لا يسمعونه ولا يفهمونه بل يشتبه عليهم ويلتبس لاستيلاء الغفلة عليهم وسد الغشاوات
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»