تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٤٠٢
* (لا تجعل مع الله إلها آخر) * بتوقع العطاء منه وجعله سببا لوصول شيء لم يقدر الله لك إليك، فتصير * (مذموما) * برذيلة الشرك والشك عند الله وعند أهله * (مخذولا) * من الله يكلك إليه ولا ينصرك * (وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده) * [آل عمران، الآية: 160]. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ' إن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا ما كتب الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا ما كتب الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف '.
قرن سبحانه وتعالى إحسان الوالدين بالتوحيد وتخصيصه بالعبادة لأنه من مقتضى التوحيد لكونهما مناسبين للحضرة الإلهية في سببيتهما لوجودك وللحضرة الربوبية لتربيتهما إياك، عاجزا، صغيرا، ضعيفا لا قدرة لك ولا حراك بك، وهما أول مظهر ظهر فيه آثار صفات الله تعالى من الإيجاد والربوبية والرحمة والرأفة بالنسبة إليك ومع ذلك فإنهما محتاجان إلى قضاء حقوقهما والله غني عن ذلك، فأهم الواجبات بعد
(٤٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 407 ... » »»