تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٥٥
وسلوى الحكم، والمعارف والعلوم الحقيقية التي تحشرها عليكم رياح الرحمة، والنفحات الإلهية في تيه الصفات عند سلوككم فيها. * (كلوا) * أي: تناولوا وتلقوا هذه الطيبات * (وما ظلمونا) * ما نقصوا حقوقنا وصفاتنا باحتجابهم بصفات نفوسهم * (ولكن كانوا) * ناقصين حقوق أنفسهم بحرمانها وخسرانها. هذا على التأويلين، والخطاب وإن كان عاما لكنه مخصوص بالسبعين المختارين.
[آية 58] * (وإذا قلنا أدخلوا هذه القرية) * أي: روضة الروح المقدسة التي هي مقام المشاهدة * (وادخلوا الباب) * الذي هو الرضا كما ورد في الحديث: ((الرضا بالقضاء باب الله الأعظم))، * (سجدا) * منحنين، خاضعين، لما يرد عليكم من التجليات الوصفية والفعلية والحملية. وقوله: * (وقولوا حطة) * أي: اطلبوا أن يحط الله عنكم ذنوب صفاتكم وأخلاقكم وأفعالكم * (نغفر لكم خطاياكم) * تلويناتكم وذنوب أحوالكم * (وسنزيد المحسنين) * أي: المشاهدين لقوله عليه صلى الله عليه وسلم: ((الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه)). ثواب إحسانهم الذي هو كشف الذات أو إحسانهم بالسلوك في الله.
[آية 59] * (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم) * أي: طلبوا الاتصاف بصفات النفس ابتغاء حظوظها سوى طلب الاتصاف بصفات الله ابتغاء الحظوظ الروحية. كما روي عنهم حنطا سمقاثا أي: نطلب غذاء النفس. * (فأنزلنا) * على الظالمين خاصة * (رجزا) * عذابا وضنكا وضيقا وظلمة في حبس النفس وأسرا في وثاق التمني واحتجابا في قيد الهوى، وحرمانا وذلا بمحبة المادة السفلية وتغيرها وزوالها من جهة قهر سماء الروح، ومنع اللطف والروح عنهم بسبب فسقهم أي خروجهم عن طاعة القلب إلى طاعة النفس، وتركنا التأويل الثاني لقربه منه جدا.
[آية 60] * (وإذ استسقى موسى) * طلب نزول أمطار العلوم والحكم والمعاني من سماء الروح، فأمرناه بضرب عصا النفس التي يتوكأ عليها في تعلقه بالبدن وثباته على أرضه
(٥٥)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، الإستسقاء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»