إلى آية 6] * (والذين يكنزون الذهب والفضة) * إلى آخره، جمع المال وكنزه مع عدم الإنفاق لا يكون إلا لاستحكام رذيلة الشح وحب المال وكل رذيلة يعذب بها صاحبها في الآخرة ويخزى بها في الدنيا. ولما كانت مادة رسوخ تلك الرذيلة واستحكامها هي ذلك المال، كان هو الذي يحمى عليه في نار جحيم الطبيعة وهاوية الهوى فيكوى به، وإنما خصت هذه الأعضاء لأن الشح مركوز في النفس والنفس تغلب القلب من هذه الجهات لا من جهة العلو التي هي جهة استيلاء الروح وممر الحقائق والأنوار ولا من جهة السفل التي هي من جهة الطبيعة الجسمانية لعدم تمكن الطبيعة من ذلك، فبقيت سائر الجهات فيؤذى بها من الجهات الأربع ويعذب كما تراه يعاب بها في الدنيا ويخزى من هذه الجهات أيضا إما بأن يواجه بها جهرا فيفضح أو يسار بها في جنبه أو يغتاب بها من وراء ظهره.
* (كره الله انبعاثهم فثبطهم) * أي: كانوا أشقياء لم يبق في استعدادهم خير فيريده الله منهم فلذلك كره انبعاثهم، أي: كانوا من الفريق الثاني من الأشقياء المردودين الذين مر ذكرهم غير مرة.
[تفسير سورة التوبة من آية 61 إلى آية 71