تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٢٨٧
* (الذين آمنوا) * علما * (وهاجروا) * الرغائب الحسية والمواطن النفسية بالسلوك في سبيل الله وجاهدوا بأموال معلوماتهم ومراداتهم ومقدوراتهم بمحو صفاتهم في صفات الله * (وأنفسهم) * بإفنائها في ذات الله * (أولئك أعظم درجة) * في التوحيد * (عند الله) *.
* (يبشرهم ربهم برحمة) * ثواب الأعمال * (ورضوان) * الصفات * (وجنات) * من الجنان الثلاثة * (لهم فيها نعيم) * شهود الذات * (مقيم) * ثابت أبدا.
* (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم) * إلى آخره، أي: لا يترجح فيكم جهة القرابة الصورية والوصلة الطبيعية على جهة القرابة المعنوية والوصلة الحقيقية فيكون بينكم وبين من آثر الاحتجاب على الكشف من أقربائكم ولاية مسببة عن الاتصال الصوري مع فقد الاتصال المعنوي واختلاف الوجهة الموجب للقطيعة المعنوية والعداوة الحقيقية، فإن ذلك من ضعف الإيمان ووهن العزيمة، بل قضية الإيمان بخلاف ذلك. قال الله تعالى: * (والذين آمنوا أشد حبا لله) * [البقرة، الآية: 165]. وقال بعض الحكماء: الحق حبيبنا والخلق حبيبنا، فإذا اختلفا فالحق أحب إلينا.
* (قل إن) * كانت هذه القرابات الصورية والمألوفات الحسية * (أحب إليكم من الله ورسوله) * فقد ضعف إيمانكم ولم يظهر أثره في نفوسكم وعلى جوارحكم لتنقاد بحكمه وذلك لوقوفكم مع الآثار الناسوتية الموجب للعذاب والحجاب * (فتربصوا حتى يأتي الله) * بعذابه. وكيف لا، وأنتم تسلكون طريق الطبيعة وتنقادون بحكمها مكان سلوك طريق الحق والانقياد لأمره؟ وذلك فسق منكم، والفاسق محجوب عن الله لا يهديه إليه لعدم توجهه وإرادته بل لإعراضه وتوليه، فهو يستحق العذاب والخذلان والحجاب والحرمان.
تفسير سورة التوبة من آية 34 إلى آية 60
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»