تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٢٢٨
إلى غضب والأخرى إلى شهوة أو طمع أو غير ذلك، فيعرق القلب عاجزا فيما بينهم، أسيرا في قبضتهم، كلما هم بتحصيل لذة هذه منعته الأخرى، ويقع بينهم الهرج والمرج في وجودكم لعدم ارتياضهم بسياسة رئيس واحد قاهر يقهرهم ويسوسهم بأمر وحداني يقيم كلا منهم في مقامها، مطيعة منقادة فتستقيم مملكة الوجود ويستقر الملك على رئيس القلب. وعلى هذا التأويل يكون كل واحد منهم فرقة أو فرقا متفرقة على أديان شتى لا شخصا واحدا.
[تفسير سورة الأنعام من آية 66 إلى آية 70] * (وكذب به) * أي: بهذا العذاب * (قومك وهو الحق) * الثابت النازل بهم * (قل لست عليكم بوكيل) * بموكل يحفظكم ويمنعكم من هذا العذاب * (لكل) * ما ينبأ عنه محل وقوع واستقرار * (وسوف تعلمون) * حين يكشف عنكم أغطية أبدانكم فيظهر عليكم ألم هذا العذاب بصور ما تقتضيه نفوسكم.
* (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا) * أي: صفاتنا بإظهار صفات نفوسهم وإثبات العلم والقدرة لها * (فأعرض عنهم) * فإنهم محجوبون مشركون * (وإما ينسينك الشيطان) * بتسويل بعض الأباطيل والخرافات عليك، ووسوسة نفسك فتظهر ببعض صفاتها وتجانسهم بذلك فتميل إلى صحبتهم * (فلا تقعد بعد) * ما تذكرت بتذكيرنا إياك * (مع القوم) * الذين ظلموا أنفسهم بوضع صفاتهم موضع صفاتي وحجبوها بصفاتهم فإن صحبتهم تؤثر فيوشك أن تقع في الاحتجاب بشؤم صحبتهم على سبيل التلوين.
* (وما على) * الموحدين الذين يتجردون عن ملابس صفاتهم ويجتنبون هيآتها من حساب أولئك المحجوبين * (من شيء) * أي: لا يحتجبون بواسطة مخالطتهم فيكونون معهم سواء ولكن ذكرناهم لعلهم يحترزون عن صحبتهم وما عسى يقعون فيه من التلوين أو وبالهم وشأنهم وحسابهم حتى يصاحبونهم ولكن فليذكروهم أحيانا بأدنى مخالطة لعلهم يحذرون شركهم وحجبهم فينجون ببركة صحبتهم أو وما عليهم مما
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»