تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ١٥٦
يجعل غل أعناقهم وسبب تقيدهم وحرمانهم عن روح الله ورحمته وموجب هوانهم وحجابهم عن نور جماله لمحبتهم له وتعلقهم به * (ولله ميراث السماوات والأرض) * من النفوس وصفاتها كالقوى والقدر والعلوم والأموال وكل ما ينطبق عليه اسم الوجود فما لهم يبخلون بماله عنه.
[لتفسير سورة آل عمران من آية 181 إلى آية] * (لقد سمع الله) * إلى قوله * (إن كنتم صادقين) * روي أن أنبياء بني إسرائيل كانت معجزتهم أن يأتوا بقربان فيدعوا الله فتأتي نار من السماء تأكله. وتأويله: أن يأتوا بنفوسهم يتقربون بها إلى الله ويدعون الله بالزهد والعبادة، فتأتي نار العشق من سماء الروح تأكله وتفنيه في الوحدة، فبعد ذلك صحت نبوتهم وظهرت فسمع به عوام بني إسرائيل فاعتقدوا ظاهره، وإن كان ممكنا من عالم القدرة فاقترحوا على كل نبي تلك الآية كما توهموا من إقراض الله الذي هو بذل المال في سبيل الله بالإنفاق لاستيفاء الثواب وبذل الأفعال والصفات بالمحو في السلوك لاستبدال صفات الحق وأفعاله وتحصيل مقام الإبدال، فقر الحق وغناهم، أو كابروا الأنبياء في الموضعين بعدما فهموا.
[تفسير سورة آل عمران من آية 188 إلى آية 191]
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»