تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ١٥٢
والجهاد وغيره * (ويميت) * من يشاء في الحضر وغيره * (لمغفرة من الله ورحمة) * أي:
لنعيمكم الأخروي من جنة الأفعال وجنة الصفات خير لكم من الدنيوي لكونكم عاملين للآخرة و * (لإلى الله تحشرون) * لمكان توحيدكم، فحالكم فيما بعد الموت أحسن من حالكم قبله.
* (فبما رحمة من الله) * أي: فباتصافك برحمة رحيمية، أي: رحمة تامة، كاملة، وافرة، هي صفة من جملة صفات الله، تابعة لوجودك الموهوب الإلهي لا الوجود البشري * (لنت لهم ولو كنت فظا) * موصوفا بصفات النفس التي منها الفظاظة والغلظة * (لانفضوا من حولك) * لأن الرحمة الإلهية الموجبة لمحبتهم إياك تجمعهم * (فاعف عنهم) * فيما يتعلق بك من جنايتهم لرؤيتك إياه من الله بنظر التوحيد وعلو مقامك من التأذي بفعل البشر، والتغيظ من أفعالهم، وتشفي الغيظ بالانتقام منهم * (واستغفر لهم) * فيما يتعلق بحق الله لمكان غفلتهم وندامتهم واعتذارهم * (وشاورهم) * في أمر الحرب وغيره مراعاة لهم واحتراما، ولكن إذا عزمت ففوض الأمر إلى الله بالتوكل عليه ورؤية جميع الأفعال والفتح والنصر والعلم بالأصلح والأرشد منه، لا منك، ولا ممن تشاوره. ثم حقق معنى التوكل والتوحيد في الأفعال بقوله: * (إن ينصركم الله) * إلى آخره.
[تفسير سورة آل عمران من آية 161 إلى آية 169] * (وما كان لنبي أن يغل) * لبعد مقام النبوة وعصمة الأنبياء عن جميع الرذائل، وامتناع صدور ذلك منهم مع كونهم منسلخين عن صفات البشرية، معصومين عن تأثير دواعي النفس والشيطان فيهم، قائمين بالله متصفين بصفاته * (يأت بما غل) * أي: يظهر
(١٥٢)
مفاتيح البحث: سورة آل عمران (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»