تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ١٦٧
إلى الجهة السفلية بماء التوبة والاستغفار وعيون التنصل والاعتذار * (وإن كنتم مرضى) * القلوب، فاقدي سلامتها بأمراض العقائد الفاسدة والرذائل المهلكة * (أو على سفر) * في تيه الجهل والحيرة لطلب لذة النفس ومادة الرجس بالحرص * (أو جاء أحد منكم) * من الاشتغال بلوث المال وكسب الحطام ملوثا بهيئة محبته وميله راسخة فيه تلك الهيئة * (أو لامستم النساء) * لازمتم النفوس وباشرتموها في لذاتها وشهواتها * (فلم تجدوا ماء) * علما يهديكم إلى التفصي منها ويهذبكم بالتطهر عنها * (فتيمموا صعيدا طيبا) * فتوجهوا صعيد استعدادكم الطيب، واقصدوه وارجعوا إلى أصل الاستعداد الفطري * (فامسحوا) * من نوره * (بووهكم وأيديكم) * أي: ذواتكم الموجودة وصفاتكم بالنزول ومحو هيئات التعلق بها، والتصرف فيها، فإن ذلك التراب يمحو آثارها ويذرها صافية كما كانت * (إن الله كان عفوا) * يعفو عن تلك الهيئات المظلمة ورسوخ تلك الملكات الحاجبة بتركها والإعراض عنها، فيزيلها بالكلية فيصفو استعدادكم وتستعدوا للقائه ومناجاته * (غفورا) * يستر صفاتكم وذواتكم بصفاته وذاته.
[تفسير سورة النساء من آية 44 إلى آية 46] * (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب) * أي: بعضا هو اعترافهم بالحق مع احتجابهم عن الدين * (يشترون الضلالة) * يستبدلون الاحتجاب عن الدين الذي هو طريق الحق بنور هداية استعدادهم ويريدون بكم ذلك أيضا وهم أعداؤكم، علم الله عداوتهم إياكم إذا * (وكفى بالله وليا) * يلي أمركم بالتوفيق لطريق التوحيد، ونصيرا ينصركم على أعدائكم بالقمع.
[تفسير سورة النساء آية 47] * (يا أيها الذين أوتوا الكتاب) * كتاب الاستعداد * (آمنوا) * إيمانا حقيقيا عيانيا بإخراج ما في كتاب استعدادكم إلى الفعل من توحيد الذات * (من قبل أن نطمس وجوها) * بإزالة استعدادها ومحوه * (فنردها على أدبارها) * التي هي أسفل سافلي عالم الجسم الذي هو خلف كل عالم * (أو نلعنهم) * نعذبهم بالمسخ كما مسخنا * (أصحاب
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»