تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ١٥٥
الحقاني في جنة الصفات والذات كما مر آنفا * (لم يمسسهم سوء) * البقية ورؤية الغير.
* (و) * هم * (اتبعوا رضوان الله) * الذي هو جنة الصفات في حال سلوكهم حين لم يعلموا ما أخفي لهم من قرة أعين وهي جنة الذات المشار إليها بقوله: * (والله ذو فضل عظيم) * فإن الفضل هو المزيد على الرضوان * (يخوف أولياءه) * المحجوبين بأنفسهم مثله من الناس أو يخوفكم أولياءه * (فلا تخافوهم) * ولا تعتدوا بوجودهم * (وخافون إن كنتم) * موحدين، أي لا تخافوا غيري لعدم عينه وأثره * (ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) * لحجابهم الأصلي وظلمتهم الذاتية خوف أن يضروك * (إنهم لن يضروا الله شيئا) * إملاء الكفار وطول حياتهم سبب لشدة عذابهم وغاية هوانهم وصغارهم لازديادهم بطول عمرهم حجابا على حجاب، وبعدا على بعد. وكلما ازدادوا بعدا عن الحق الذي هو منيع العزة ازدادوا هوانا.
[تفسير سورة آل عمران من آية 179 إلى آية 180] * (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه) * من ظاهر الإسلام وتصديق اللسان * (حتى يميز الخبيث) * من صفات النفس وشكوك الوهم وحظوظ الشيطان، ودواعي الهوى من طيبات صفات القلب كالإخلاص واليقين والمكاشفة ومشاهدات الروح ومناغيات السر ومسامراته، وتخلص المعرفة والمحبة لله بالابتلاء ووقوع الفتن والمصائب بينكم.
* (وما كان الله ليطلعكم على) * غيب وجودكم من الحقائق والأحوال الكامنة فيكم بلا واسطة الرسول لبعد ما بينكم وبينه وعدم المناسبة وانتفاء استعداد التلقي منه * (ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء) * فيطلعه على أسراره وحقائقه بالكشف ليهديكم إلى ما غاب عنكم من كنوز وجودكم وأسراره للجنسية النفسانية التي بينه وبينكم، الموجبة لإمكان اهتدائكم به * (فآمنوا بالله ورسله) * بالتصديق القلبي والإرادة والتمسك بالشريعة ليمكنكم التلقي والقبول منهم * (وإن تؤمنوا) * بعد ذلك الإيمان بالتحقيق والسلوك إلى اليقين والمتابعة في الطريقة * (وتتقوا) * الحجب النفسانية وموانع السلوك * (فلكم أجر عظيم) * من كشف الحقيقة * (بما آتاهم الله من فضله) * من المال والعلم والقدرة والنفس ولا ينفقونه في سبيل الله على المستحقين والمستعدين والأنبياء والصديقين في الذب عنهم أو الفناء في الله * (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) * أي:
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»