تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ١٥٨
الأيمن * (ينادي) * إلى الإيمان العياني * (أن آمنوا بربكم) * أي: شاهدوا ربكم، فشاهدنا * (ربنا فاغفر لنا) * ذنوب صفاتنا بصفاتك * (وكفر عنا) * سيئات أفعالنا برؤية أفعالك * (وتوفنا) * عن ذواتنا في صحبة الأبرار من الأبدال الذين تتوفاهم بذاتك عن ذواتهم، لا الأبرار الباقين على حالهم في مقام محو الصفات غير المتوفين بالكلية * (ربنا وآتنا ما وعدتنا على) * اتباع * (رسلك) * أو محمولا على رسلك من البقاء بعد الفناء، والاستقامة بالوجود الموهوب بعد التوحيد * (ولا تخزنا يوم القيامة) * الكبرى ووقت بروز الخلق لله الواحد القهار بالاحتجاب بالوحدة عن الكثرة، وبالجمع عن التفصيل * (إنك لا تخلف الميعاد) * فتبقى مقاما وراءنا لم نصل إليه.
* (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر) * القلب من الأعمال القلبية كالإخلاص واليقين والكشف * (أو أنثى) * النفس من الأعمال القالبية، كالطاعات والمجاهدات والرياضات * (بعضكم من بعض) * يجمعكم أصل واحد وحقيقة واحدة هي الروح الإنسانية، أي: بعضكم منشأ من بعض، فلا أثيب بعضكم وأحرم بعضا * (فالذين هاجروا) * عن أوطان مألوفات النفس * (وأخرجوا من) * ديار صفاتها أو هاجروا من أحوالهم التي التذوا بها، وأخرجوا من مقاماتهم التي يسكنون إليها * (وأوذوا في سبيلي) * أي: ابتلوا في سبيل سلوك أفعالي بالبلايا والمحن والشدائد والفتن ليتمرنوا بالصبر، ويفوزوا بالتوكل في سبيل سلوك صفاتي بسطوات تجليات الجلال والعظمة والكبرياء ليصلوا إلى الرضا * (وقاتلوا) * البقية بالجهاد في * (وقتلوا) * وأفنوا في بالكلية * (لأكفرن عنهم سيئاتهم) * كلها من الصغائر والكبائر، أي: سيئات بقاياهم * (ولأدخلنهم) * الجنات الثلاثة المذكورة * (ثوابا) * أي: عوضا لما أخذت منهم من الوجودات الثلاثة * (والله عنده حسن الثواب) * أي: لا يكون عند غيره الثواب المطلق الذي لا يبقى منه شيء، ولهذا قال: والله، لأنه الاسم الجامع لجميع الصفات، فلم يحسن أن يقول: والرحمن، في هذا الموضع أو اسم آخر غير اسم الذات.
[تفسير سورة آل عمران من آية 196 إلى آية 200]
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»