تفسير الرازي - الرازي - ج ١ - الصفحة ١٧٦
السابع: سميت مثاني لأنها أثنية على الله تعالى ومدائح له.
الثامن: سميت مثاني لأن الله أنزلها مرتين، واعلم أنا قد بالغنا في تفسير قوله تعالى: * (سبعا من المثاني) * في سورة الحجر.
الاسم الخامس: الوافية، كان سفيان بن عيينة يسميها بهذا الاسم، قال الثعلبي، وتفسيرها أنها لا تقبل التنصيف، ألا ترى أن كل سورة من القرآن لو قرئ نصفها في ركعة والنصف الثاني في ركعة أخرى لجاز، وهذا التنصيف غير جائز في هذه السورة.
الاسم السادس: الكافية، سميت بذلك لأنها تكفي عن غيرها، وأما غيرها فلا يكفي عنها، روى محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أم القرآن عوض عن غيرها، وليس غيرها عوضا عنها ".
الاسم السابع: الأساس، وفيه وجوه: - الأول: أنها أول سورة من القرآن، فهي كالأساس.
الثاني: أنها مشتملة على أشرف المطالب كما بيناه، وذلك هو الأساس.
الثالث: أن أشرف العبادات بعد الإيمان هو الصلاة، وهذه السورة مشتملة على كل ما لا بد منه في الإيمان والصلاة لا تتم إلا بها.
الاسم الثامن: الشفاء، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فاتحة الكتاب شفاء من كل سم، ومر بعض الصحابة برجل مصروع فقرأ هذه السورة في أذنه فبرئ فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هي أم القرآن، وهي شفاء من كل داء.
وأقول: الأمراض منها روحانية، ومنها جسمانية، والدليل عليه أنه تعالى سمى الكفر مرضا فقال تعالى: * (في قلوبهم مرض) * وهذه السورة مشتملة على معرفة الأصول والفروع والمكاشفات، فهي في الحقيقة سبب لحصول الشفاء في هذه المقامات الثلاثة.
الاسم التاسع: الصلاة، قال عليه الصلاة والسلام: " يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين والمراد هذه السورة ".
الاسم العاشر: السؤال، روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكي عن رب العزة سبحانه وتعالى أنه قال: " من شغله ذكرى عن سؤالي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين "، وقد فعل الخليل عليه السلام ذلك حيث قال: * (الذي خلقني فهو يهدين) * (الشعراء: 78) إلى أن قال: * (رب هب لي حكما
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»