" بسم الله الرحمن الرحيم " وأيضا السنة أن يقال عند الذبح " باسم الله، والله أكبر " ولا يقال: " بسم الله الرحمن الرحيم " لأن وقت القتال والقتل لا يليق به ذكر الرحمن الرحيم، فلما وفقك لذكر هذه الكلمة في كل يوم سبع عشرة مرة في الصلوات المفروضة دل ذلك على أنه ما خلقك للقتل والعذاب، وإنما خلقك للرحمة والفضل والإحسان، والله تعالى الهادي إلى الصواب.
الكلام في سورة الفاتحة وفي ذكر أسماء هذه السورة، وفيه أبواب الباب الأول اعلم أن هذه السورة لها أسماء كثيرة، وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى: - أسماء الفاتحة وسببها:
فالأول: " فاتحة الكتاب " سميت بذلك الاسم لأنه يفتتح بها في المصاحف والتعليم، والقراءة في الصلاة، وقيل سميت بذلك لأن الحمد فاتحة كل كلام على ما سيأتي تقريره، وقيل لأنها أول سورة نزلت من السماء.
والثاني: " سورة الحمد " والسبب فيه أن أولها لفظ الحمد.
والثالث: " أم القرآن " والسبب فيه وجوه: - الأول: أن أم الشيء أصله، والمقصود من كل القرآن تقرير أمور أربعة: الإلهيات، والمعاد، والنبوات، وإثبات القضاء والقدر لله تعالى، فقوله: * (الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم) * يدل على الإلهيات، وقوله: * (مالك يوم الدين) * يدل على المعاد، وقوله: * (إياك نعبد وإياك نستعين) * يدل على نفي الجبر والقدر وعلى إثبات أن الكل بقضاء الله وقدره، وقوله: * (إهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) * يدل أيضا على إثبات قضاء الله وقدره وعلى النبوات، وسيأتي شرح هذه المعاني بالاستقصاء، فلما كان المقصد الأعظم من القرآن هذه المطالب الأربعة وكانت هذه السورة مشتملة عليها لقبت بأم القرآن.
السبب الثاني لهذا الاسم: أن حاصل جميع الكتب الإلهية يرجع إلى أمور ثلاثة: إما الثناء على الله باللسان، وإما الاشتغال بالخدمة والطاعة، وإما طلب المكاشفات والمشاهدات، فقوله: * (الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين) * كله ثناء على الله، وقوله: * (إياك