المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٤٨٣
بسم الله الرحمن الرحيم سورة البلد وهي مكية في قول جمهور المفسرين وقال قوم هي مدنية قوله عز وجل سورة البلد 1 - 10 قرا الحسن بن أبي الحسن لأقسم) دون ألف وقرا الجمهور (لا أقسم) واختلفوا فقال الزجاج وغيره (لا) صلة زائدة مؤكدة واستأنف قوله * (أقسم) * وقال مجاهد * (لا) * رد للكلام متقدم للكفار ثم استأنف قوله * (أقسم) * وقال بعض المتأولين * (لا) * نفي للقسم بالبلد أخبر الله تعالى انه لا يقسم به ولا خلاف بين المفسرين ان * (البلد) * المذكور هو مكة واختلف في معنى قوله * (وأنت حل بهذا البلد) * فقال ابن عباس وجماعة معناه وأنت حلال بهذا البلد يحل لك فيه قتل من شئت وكان هذا يوم فتح مكة وعلى هذا يتركب قول من قال السورة مدنية نزلت عام الفتح ويتركب على التأويل قول من قال * (لا) * نافية أي ان هذا البلد لا يقسم الله به وقد جاء أهله باعمال توجب إحلال حرمته ويتجه أيضا أن تكون * (لا) * غير نافية وقال بعض المتأولين * (وأنت حل بهذا البلد) * معناه حال ساكن بهذا البلد وعلى هذا يجيء قول من قال هي مكية والمعنى على ايجاب القسم بين وعلى نفيه أيضا يتجه على معنى القسم ببلد أنت ساكنه على أذى هؤلاء القوم وكفرهم وذكر الثعلبي عن شرحبيل بن سعد ان معنى * (وأنت حل) * أي قد جعلوك حلالا مستحل الأذى والإخراج والقتل لك لو قدروا وإعراب * (البلد) * عطف بيان وقوله تعالى * (ووالد وما ولد) * قسم مستأنف على قول من قال * (لا) * نافية ومعطوف على قول من رأى * (لا) * غير نافية واختلف الناس في معنى قوله * (ووالد وما ولد) * فقال مجاهد هو آدم وجميع ولده وقال بعض رواة التفسير هو نوح وجميع ولده وقال أبو عمران الجوني هو إبراهيم وجميع ولده وقال ابن عباس ما معناه ان الوالد والولد هنا على العموم فهي أسماء جنس يدخل فيها جميع الحيوان وقال ابن عباس وابن جبير وعكرمة * (ووالد) * معناه كل من ولد وانسل وقوله * (وما ولد) * لم يبق تحته الا العاقر الذي ليس بوالد البتة والقسم واقع على قوله * (لقد خلقنا الإنسان في كبد) * واختلف الناس في
(٤٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 ... » »»