المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٤٨٧
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الشمس وهي مكية قوله عز وجل سورة الشمس 1 - 15 أقسم الله تعالى ب * (الشمس) * إما على التنبيه منها وإما على تقدير ورب الشمس و (الضحى) بضم الضاد والقصر ارتفاع الضوء وكماله وبهذا فسر مجاهد وقال قتادة هو النهار كله وقال مقاتل * (ضحاها) * حرها كقوله تعالى في سورة (طه) * (ولا تضحى) * طه 119 و (الضحاء) بفتح الضاد والمد ما فوق ذلك إلى الزوال * (والقمر) * يتلو الشمس من أول الشهر إلى نصفه في الغروب تغرب هي ثم يغرب هو ويتلوها في النصف الآخر بنحو وآخر وهي ان تغرب هي فيطلع هو وقال الحسن بن أبي الحسن * (تلاها) * معناه تبعها دأبا في كل وقت لأنه يستضيء منها فهو يتلوها لذلك قال القاضي أبو محمد فهذا اتباع لا يختص بنصف أول من الشهر ولا بآخره وقال الفراء أيضا وقال الزجاج وغيره * (تلاها) * معناه امتلأ واستدار فكان لها تابعا في المنزلة والضياء والقدر لأنه ليس في الكواكب شيء يتلو الشمس في هذا المعنى غير القمر قال قتادة وإنما ذلك ليلة البدر تغيب هي فيطلع هو * (والنهار) * ظاهر هذه السورة والتي بعدها أنه من طلوع الشمس وكذلك قال الزجاج في كتاب (الأنواء) وغيره واليوم من طلوع الفجر ولا يختلف ان نهايتهما مغيب الشمس والضمير في * (جلاها) * يحتمل ان يعود على * (الشمس) * ويحتمل ان يعود على الأرض أو على الظلمة وإن كان لم يجر له ذكر فالمعنى يقتضيه قاله الزجاج و (جلى) معناه كشف وضوى والفاعل بجلى على هذا التأويلات
(٤٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 ... » »»