المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٤٧٦
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الفجر وهي مكية عند جمهور المفسرين وحكى أبو عمرو الداني في كتابه المؤلف في تنزيل القرآن عن بعض العلماء أنه قال هي مدنية والأول أشهر وأصح قوله عز وجل سورة الفجر 1 - 14 قال جمهور من المتأولين * (الفجر) * هنا المشهور الطالع كل يوم قال ابن عباس * (الفجر) * النهار كله وقال ابن عباس أيضا وزيد بن أسلم * (الفجر) * الذي أقسم الله به صلاة الصبح وقراءتها هو قرآن الفجر وقال مجاهد إنما أراد فجر يوم النحر وقال الضحاك المراد فجر ذي الحجة وقال مقاتل المراد فجر ليلة جمع وقال ابن عباس أيضا المراد فجر أول يوم من المحرم لأنه فجر السنة وقيل المراد فجر العيون من الصخور وغيرها وقال عكرمة المراد فجر يوم الجمعة واختلف الناس في (الليالي العشر) فقال بعض الرواة هي العشر الأولى من رمضان وقال الضحاك وابن عباس هي العشر الأواخر من رمضان وقال بنان وجماعة من المتأولين هي العشر الأولى من المحرم وفيه يوم عاشوراء وقال مجاهد وقتادة والضحاك والسدي وعطية العوفي وابن الزبير رضي الله عنه هي عشر ذي الحجة وقال مجاهد هي عشر موسى التي أتمها الله له وقرا الجمهور (وليال) وقرا بعض القراء (وليالي عشر) بالإضافة وكان هذا على أن العشر مشار اليه معين بالعلم به ثم وقع القسم بلياليه فكان العشر اسم لزمه حتى عومل معاملة الفرد ثم وصف ومن راعى فيه الليالي قال العشر الوسط واختلف الناس في * (الشفع والوتر) * فقال جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم * (الشفع) * يوم النحر * (والوتر) * يوم عرفة وروى أيوب عنه صلى الله عليه وسلم قال (الشفع يوم عرفة ويوم الأضحى والوتر ليلة النحر) وروى عمران بن حصين عنه عليه السلام أنه قال (هي الصلوات منها الشفع ومنها الوتر) وقال ابن الزبير وغيره * (الشفع) * اليومان من أيام التشريق * (والوتر) * اليوم الثالث وقال آخرون * (الشفع) * العالم
(٤٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 ... » »»