المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٤٦٨
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الأعلى وهي مكية في قول الجمهور وحكى النقاش عن الضحاك انها مدنية وذلك ضعيف وإنما دعا إليه قول من قال إن ذكر صلاة العيد فيها قوله عز وجل سورة الأعلى 1 - 13 * (سبح) * في هذه الآية بمعنى نزه وقدس وقل سبحانه عن النقائص والغير جمعا وما يقول المشركون والاسم الذي هو ألف سين ميم يأتي في مواضع من الكلام الفصيح يراد به المسمى ويأتي في مواضع يراد به التسمية نحو قوله عليه السلام (إن لله تسعة وتسعين اسما) وغير ذلك ومتى أريد به المسمى فإنما هو صلة كالزائد كأنه قال في هذه الآية سبح ربك أي نزهة وإذا كان الاسم واحدا من الأسماء كزيد وعمرو فيجيء في الكلام على ما قلت تقول زيد قائد تريد المسمى وتقول زيد ثلاثة أحرف تريد به التسمية وهذه الآية تحتمل هذا الوجه الأول وتحتمل ان يراد بالاسم التسمية نفسها على معنى نزه اسم ربك على أن يسمى به صنم أو وثن فيقال له إله ورب ونحو ذلك و * (الأعلى) * يصح ان يكون صفة للاسم ويحتمل ان يكون صفة للرب وذكر الطبري أن ابن عمر وعليا قرا هذه السورة (سبحان ربي الأعلى) قال وهي في مصحف أبي بن كعب كذلك وهي قراءة أبي موسى الأشعري وابن الزبير ومالك بن أبي دينار وروى ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرا هذه الآية قال (سبحان ربي الأعلى) وكان ابن مسعود وابن عامر وابن الزبير يفعلون ذلك ولما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم (اجعلوها في سجودكم) وقال قوم معنى * (سبح اسم ربك) * نزه اسم ربك تعالى عن أن تذكره الا وأنت خاشع وقال ابن عباس معنى الآية صل باسم ربك الأعلى كما تقول ابدا باسم الله وحذف حرف الجر و (سوى) معناه عدل واتقن حتى صارت الأمور مستوية دالة على قدرته ووحدانيته وقرا جمهور القراء (قدر) بشد الدال فيحتمل ان يكون من القدر والقضاء ويحتمل ان يكون
(٤٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 ... » »»