المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٤٤٦
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الانفطار هي مكية بإجماع قوله عز وجل سورة الانفطار 1 - 12 هذه أوصاف يوم القيامة و (انفطار السماء) تشققها على غير نظام مقصود إنما هو انشقاق لتزول بنيتها وانتثار الكواكب سقوطها من مواضعها التي هي فيها كنظام و (تفجير البحار) يحتمل ان يكون من امتلائها فتفجر من أعاليها وتفيض على ما وليها ويحتمل ان يكون تفجير تفريع ويحتمل ان يكون فيضانها فيذهب الله ماءها حيث شاء وقيل فجر بعضها إلى بعض فاختلط العذاب بالملح وصارت واحدا وهذا نحو الاختلاف في * (سجرت) * التكوير 6 في السورة االتي قبل وقرا مجاهد والربيع بن خيثم (فجرت) بتخفيف الجيم و (بعثرة القبور) نبشها عن الموتى الذين فيها وقوله تعالى * (علمت نفس) * هو جواب * (إذا) * و * (نفس) * هنا اسم الجنس وإفرادها لتبين لذهن السامع حقارتها وقلتها وضعفها عن منفعة ذاتها الا من رحم الله تعالى وقال كثير من المفسرين في معنى قوله تعالى * (ما قدمت وأخرت) * إنها عبارة عن جميع الأعمال لأن هذا التقسيم يعم الطاعات المعمولة والمتروكة وكذلك المعاصي وقال ابن عباس والقرظي محمد بن كعب * (ما قدمت) * في حياتها وما * (أخرت) * مما سنته فعمل به بعد موتها ثم خاطب تعالى جنس ابن آدم على جهة التوبيخ والتنبيه على أي شيء أوجب ان يغتر بربه الكريم فيعصيه ويجعل له ندا وغير ذلك من أنواع الكفر وهو الخالق الموجد بعد العدم وروي ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (جهله) وقاله عمر وقرا * (إنه كان ظلوما جهولا) * الأحزاب 72 وقال قتادة عدوه المسلط عليه وقال بعض العلماء غره ستر الله عليه وقال غيره غره كرم الله ولفظة
(٤٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 441 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 ... » »»