المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٤٤١
بسم الله الرحمن الرحيم سورة التكوير وهي مكية بإجماع من المتأولين قوله عز وجل سورة التكوير 1 - 14 هذه كلها أوصاف يوم القيامة و (تكوير الشمس) هو ان تدار ويذهب بها إلى حيث شاء الله كما يدار كور العمامة وعبر المفسرون عن ذلك بعبارات فمنهم من قال ذهب نورها قاله قتادة ومنهم من قال رمي بها قاله الربيع بن خيثم وغير ذلك مما هو أشياء توابع لتكويرها و (انكدار النجوم) هو انقضاضها وهبوطها من مواضعها ومن قول الراجز العجاج (أبصر خربان فلاة فانكدر * تقضي البازي إذا البازي كسر) الرجز وقال ابن عباس * (انكدرت) * تغيرت من قولهم ماء كدر أي متغير اللون وتسيير الجبال هو قبل نسفها وإنما ذلك في صدر هول القيامة و * (العشار) * جمع عشراء وهي الناقة التي قد مر لحملها عشرة أشهر وهي أنفس ما عند العرب وتهممهم بها عظيم للرغبة في نسلها فإنها تعطل عند أشد الأهوال وقرا مضر عن اليزيدي (عطلت) بتخفيف الطاء و (حشر الوحوش) جمعها واختلف الناس في هذا الجمع ما هو فقال ابن عباس * (حشرت) * بالموت لا تبعث في القيامة ولا يحضر في القيامة غير الثقلين وقال قتادة وجماعة * (حشرت) * للجمع يوم القيامة ويقتص للجماء من القرناء فجعلوا ألفاظ هذا الحديث حقيقة لا مجازا مثالا في العدل وقال أبي بن كعب * (حشرت) * في الدنيا في أول هول يوم القيامة فإنها تفر في الأرض وتجتمع إلى بني آدم تأنيسا بهم وقرا الحسن (حشرت) بشد الشين على المبالغة و (تسجير البحار) قال قتادة والضحاك معناه فرغت من مائها وذهب حيث شاء وقال الحسن يبست وقال الربيع بن خيثم معناه ملئت وفاضت وفجرت من أعاليها وقال أبي بن كعب وابن عباس وسفيان
(٤٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 446 ... » »»