المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٢٧٢
بسم الله الرحمن الرحيم سورة المجادلة وهي مدنية بإجماع الا ان النقاش حكى ان قوله تعالى * (ما يكون من نجوى ثلاثة) * المجادلة 7 مكي وروى أبي بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قرا سورة المجادلة كتب من حزب الله) قوله عز وجل سورة المجادلة 1 - 2 * (سمع الله) * عبارة عن إدراكه المسموعات على ما هي ما عليه بأكمل وجوه ذلك دون جارحة ولا محاداة ولا تكييف ولا تحديد تعالى الله عن ذلك وقرا الجمهور * (قد سمع) * بالبيان وقرا ابن محيصن * (قد سمع) * بالإدغام وفي قراءة ابن مسعود (قد يسمع الله قول التي) وفيها (والله قد يسمع تحاوركما) واختلف الناس في اسم التي تجادل فقال قتادة هي خويلة بنت ثعلبة وقيل عن عمر بن الخطاب أنه قال هي خولة بنت حكيم وقال بعض الرواة وأبو العالية هي خويلة بنت دليج وقال المهدوي وقيل خولة بنت دليج وقالت عائشة هي خميلة وقال ابن إسحاق هي خولة بنت الصامت وقال ابن عباس فيها خولة بنت خويلد وقال محمد بن كعب القرظي ومنذر بن سعيد هي خولة بنت ثعلبة قال ابن سلام (تجادل) معناه تقاتل في القول واصل الجدل القتل وأكثر الرواة على أن الزوج في هذه النازلة أوس بن الصامت أو عبادة بن الصامت وحكى النقاش وهو في المصنفات حديثا عن سلمة بن صخر البياضي انه ظاهر من امرأته أن واقعها مدة شهر رمضان فواقعها ليلة فسأل قومه ان يسألوا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبوا وهابوا ذلك وعظموا عليه فذهب هو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وسأله واسترشدوه فنزلت الآية وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (اتعتق رقبة) فقال له والله ما املك رقبة غير رقبتي فقال (أتصوم شهرين متتابعين) فقال يا رسول الله وهل أتيت الا في الصوم فقال (أتطعم ستين مسكينا) فقال لا أجد فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقات قومه فكفر بها فرجع سلمة
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»