المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٢٥٠
الآية الكائن في الأرض القواء وهي الفيافي وعبر الناس في تفسير " المقوين " بأشياء ضعيفة كقول ابن زيد للجائعين ونحوه ولا يقوى منها ما ذكرناه ومن قال معناه للمسافرين فهو نحو ما قلناه وهي عبارة ابن عباس رضي الله عنه تقول أصبح الرجل دخل في الصباح وأصحر دخل في الصحراء وأقوى دخل في الأرض القواء ومنه أقوت الدار وأقوى الطلل أي صار قواء ومنه قول النابغة (أقوت وطال عليها سالف الأبد *) البسيط وقول الآخر (أقوى وأقفر بعد أم الهيثم *) الكامل والفقير والغني إذا أقوى سواء في الحاجة إلى النار ولا شيء يغني غناءها في الصرد ومن قال إن أقوى من الأضداد من حيث يقال أقوى الرجل إذا قويت دابته فقد أخطأ وذلك فعل آخر كأترب إذا أترب ثم امر نبيه بتنزيه ربه تعالى وتبرئة أسمائه العلى عما يقوله الكفرة الذين حجوا في هذه الآيات قوله عز وجل سورة الواقعة 75 - 87 اختلف الناس في (لا) من قوله * (فلا أقسم بمواقع النجوم) * فقال بعض النحويين هي زائدة والمعنى فأقسم وزيادتها في بعض المواضع معروف كقوله تعالى * (لئلا يعلم أهل الكتاب) * الحديد 29 وغير ذلك وقال سعيد بن جبير وبعض النحويين هي نافية كأنه قال * (فلا) * صحة لما يقوله الكفار ثم ابتدأ * (أقسم بمواقع النجوم) * وقال بعض المتأولين هي مؤكدة تعطي في القسم مبالغة ما وهي كاستفتاح كلام مشبه في القسم الا في شائع الكلام القسم وغيره ومن هذا قول الشاعر (فلا وأبي أعدائها لا اخونها *) الطويل والمعنى فوأبي أعدائها ولهذا نظائر وقرا الحسن والثقفي (فلأقسم) بغير ألف قال أبو الفتح التقدير فلأنا أقسم وقرا الجمهور من القراء (بمواقع) على الجمع وقرأ عمر بن الخطاب وابن عباس وابن مسعود وأهل
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»