المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - ابن عطية الأندلسي - ج ٥ - الصفحة ٢٥٥
يقين اليقين أو صواب الصواب بمعنى انه نهاية الصواب وهذا أحسن ما قيل فيه وذلك لأن دار الآخرة وما أشبهها يحتمل ان تقدر شيئا أضفت الدار اليه وصفته بالآخرة ثم حذفت وأقمت الصفة مقامه كأنك قلت دار الرجعة أو النشأة أو الخلقة وهنا لا يتجه هذا وإنما هي عبارة مبالغة وتأكيد معناه ان هذا الخبر هو نفس اليقين وحقيقته وقوله تعالى * (فسبح باسم ربك العظيم) * عبارة تقتضي الأمر بالاعراض عن أقوال الكفار وسائر أمور الدنيا المختصة بها وبالإقبال على أمور الآخرة وعبادة الله تعالى والدعاء اليه وروى عقبة بن عامر انه لما نزل * (فسبح باسم ربك العظيم) * قال النبي صلى الله عليه وسلم (اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت * (سبح اسم ربك الأعلى) * الأعلى 1 قال اجعلوها في سجودكم) ويحتمل ان يكون المعنى سبح لله بذكر أسمائه العلى والاسم هنا بمعنى الجنس أي بأسماء ربك و * (العظيم) * صفة للرب وقد يحتمل ان يكون الاسم هنا واحدا مقصودا ويكون * (العظيم) * صفة له فكأنه امره ان يسبحه باسمه العظيم وإن كان لم ينص عليه ويؤيد هذا ويشير اليه ايصال سورة الحديد أولها ففيه التسبيح وجملة من أسماء الله تعالى وقد قال ابن عباس اسم الله الأعظم موجود في ست آيات من أول سورة الحديد فتأمل هذا فإنه من دقيق النظر ولله تعالى في كتابه العزيز غوامض لا تكاد الأذهان تدركها كمل تفسير سورة الواقعة والحمد لله رب العالمين
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»