والإخوان جمع أخ ويجمع إخوة وهذان أشهر الجمع فيه على أن سيبويه رحمه الله يرى أن إخوة اسم جمع وليس ببناء جمع لأن فعلا لا يجمع على فعلة أنه قال بعض الناس الأخ في الدين يجمع إخوانا والأخ في النسب يجمع إخوة هكذا كثر استعمالهم قال القاضي أبو محمد وفي كتاب الله تعالى * (إنما المؤمنون إخوة) * الحجرات 10 وفيه * (أو بني إخوانهن) * النور 31 فالصحيح أنهما يقالان في النسب ويقالان في الدين والشفا حرف كل جرم له مهوى كالحفرة والبئر والجرف والسقف والجدار ونحوه ويضاف في الاستعمال إلى الأعلى كقوله * (شفا جرف) * التوبة 109 وإلى الأسفل كقوله * (شفا حفرة) * ويثنى شفوان فشبه تعالى كفرهم الذي كانوا عليه وحربهم المدنية من الموت بالشفا لأنهم كانوا يسقطون في جهنم دأبا فأنقذهم الله بالإسلام والضمير في * (منها) * عائد على النار أو على الحفرة والعود على الأقرب أحسن وقال بعض الناس حكاه الطبري إن الضمير عائد على الشفا وأنث الضمير من حيث كان الشفا مضافا إلى مؤنث فالآية كقول جرير (رأت مر السنين أخذن مني * كما أخذ السرار من الهلال) إلى غير ذلك من الأمثلة قال القاضي وليس الأمر كما ذكر والآية لا يحتاج فيها إلى هذه الصناعة إلا لو لم تجد معادا للضمير إلا الشفا وأما ومعنا لفظ مؤنث يعود الضمير عليه ويعضده المعنى المتكلم فيه فلا يحتاج إلى تلك الصناعة وقوله تعالى " كذلك يبين لكم آياته " إشارة إلى ما بين في هذه الآيات أي فكذلك يبين لكم غيرها وقوله * (لعلكم) * ترج في حق البشر أي من تأمل منكم الحال رجا الاهتداء سورة آل عمران 104 - 105 قرأ الحسن والزهري وأبو عبد الرحمن وعيسى بن عمر وأبو حيوة ولتكن بكسر اللام على الأصل إذ أصلها الكسر وكذلك قرؤوا لام الأمر في جميع القرآن أنه قال الضحاك والطبري وغيرهما أمر المؤمنون أن تكون منهم جماعة بهذه الصفة فهم خاصة أصحاب الرسول وهم خاصة الرواة قال القاضي فعلى هذا القول من للتبعيض وأمر الله الأمة بأن يكون منها علماء يفعلون هذه الأفاعيل على وجوهها ويحفظون قوانينها على الكمال ويكون سائر الأمة متبعين لأولئك إذ هذه الأفعال لا تكون إلا بعلم واسع وقد علم تعالى أن الكل لا يكون عالما وذهب الزجاج وغير واحد من المفسرين إلى أن المعنى ولتكونوا كلكم أمة يدعون ومن لبيان الجنس أنه قال ومثله من كتاب الله * (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) *
(٤٨٥)