أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٢١٩
قال فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي فأطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة ففعلت ثم غدا الرجل على رسول الله فقال لقد عجب الله أو ضحك الله من فلان وفلانة وأنزل (* (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) *) وروي أن النضير لما افتتحت أرسل إلى ثابت بن قيس فقال جئني بقومك قال الخزرج قال الأنصار فدعاهم وقد كانوا واسوا المهاجرين بديارهم وأموالهم فقال لهم إن شئتم أشركتكم فيها مع المهاجرين وإن شئتم خصصتهم بها وكانت لكم أموالكم ودياركم فقال له السعدان بل نخصهم بها ويبقون على مواساتنا لهم فنزلت الآية والأول أصح وفي الصحيح عن أنس كان الرجل يجعل للنبي النخلات حتى افتتح قريظة والنضير فكان بعد ذلك يرد عليهم المسألة الخامسة الإيثار بالنفس فوق الإيثار بالمال وإن عاد إلى النفس ومن الأمثال السائرة والجود بالنفس أقصى غاية الجود ومن عبارات الصوفية في حد المحبة إنها الإيثار ألا ترى أن امرأة العزيز لما تناهت في حبها ليوسف عليه السلام آثرته على نفسها بالتبرئة فقالت (* (أنا راودته عن نفسه) *) وأفضل الجود بالنفس الجود على حماية رسول الله ففي الصحيح أن أبا طلحة ترس على النبي يوم أحد وكان النبي يتطلع فيرى القوم فيقول له أبو طلحة لا تشرف يا رسول الله لا يصيبونك نحري دون نحرك ووقى بيده رسول اله فشلت
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»