أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ٥٥٩
نساءه إلا بين الدنيا والآخرة ولذلك قال الحسن خيرهن بين الدنيا والآخرة وبين الجنة والنار المسألة الثامنة اختلف العلماء فيمن لو اختارت منهن الدنيا مثلا هل كانت تبين بنفس الاختيار أم لا فمنهم من قال إنها تبين لمعنيين أحدهما أن اختيار الدنيا سبب الافتراق فإن الفرق إذا وقع لا يتعلق باختياره إمضاؤه أصله يمين اللعان وقد اختلف العلماء هل تقع الفرقة باللعان بنفس اليمين التي هي سبب الفراق أم لا بد من حكم الحاكم حسبما بيناه في مسائل الخلاف الثاني أن الرجل لو قال لزوجته اختاري نفسك ونوي الفراق واختارت وقع الطلاق والدنيا كناية عن ذلك وهذا أصح القولين المسألة التاسعة قوله تعالى (* (فتعالين أمتعكن) *) هو جواب الشرط وهو فعل جماعة النساء من قولك تعالى وهو دعاء إلى الإقبال إليه تقول تعالى بمعنى أقبل وضع لمن له جلالة ورفعة ثم صار في الاستعمال موضوعا لكل داع إلى الإقبال وأما في هذه المواضع فهو على أصله فإن الداعي هو رسول الله في أرفع رتبة المسألة العاشرة قوله تعالى (* (أمتعكن) *) وقد تقدم في سورة البقرة المسألة الحادية عشرة قوله تعالى (* (وأسرحكن) *) معناه أطلقكن وقد تقدم القول في السراح في سورة البقرة
(٥٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 554 555 556 557 558 559 560 561 562 563 564 ... » »»