الإصلاح وطمعوا في الاستحياء منها إذا وقفت إلى الخلق وظنت هي ذلك فخرجت مقتدية بالله في قوله (* (لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) *) النساء 114 وبقوله (* (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) *) الحجرات 9 والأمر بالإصلاح مخاطب به جميع الناس من ذكر أو أنثى حر أو عبد فلم يرد الله بسابق قضائه ونافذ حكمه أن يقع إصلاح ولكن جرت مطاعنات وجراحات حتى كاد يفنى الفريقان فعمد بعضهم إلى الجمل فعرقبه فلما سقط الجمل لجنبه أدرك محمد بن أبي بكر عائشة فاحتملها إلى البصرة وخرجت في ثلاثين امرأة قرنهن علي بها حتى أوصلوها إلى المدينة برة تقية مجتهدة مصيبة ثابتة فيما تأولت مأجورة فيما تأولت وفعلت إذ كل مجتهد في الأحكام مصيب وقد بينا في كتب الأصول تصويب الصحابة في الحروب وحمل أفعالهم على أجمل تأويل المسألة السادسة قوله تعالى (* (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) *)) وقد تقدم معنى التبرج وقوله (* (الجاهلية الأولى) *) روي أن عمر سأل ابن عباس فقال أفرأيت قول الله تعالى (* (وجاهدوا في الله حق جهاده) *) الحج 78 جاهدوا كما جاهدتم أول مرة فقال عمر فمن أمر بأن نجاهد قال مخزوم وعبد شمس
(٥٧٠)