يكون تصنعا ومن الخلق من يقدر على ذلك ومنهم من لا يقدر وقد قيل إن الدمع المصنوع لا يخفى كما قال حكيم (إذا اشتبكت دموع في خدود * تبين من بكى ممن تباكى) والأصح عندي أن الأمر مشتبه وأن من الخلق في الأكثر من يقدر من التطبع على ما يشبه الطبع المسألة الثانية قوله تعالى (* (إنا ذهبنا نستبق) *)) اعلموا وفقكم الله أن المسابقة شرعة في الشريعة وخصلة بديعة وعون على الحرب وقد فعله النبي بنفسه وبخيله؛ فروى أنه سابق عائشة فسبقها فلما كبر رسول الله سابقها فسبقته فقال لها ' هذه بتلك ' وروي أنه سابق بين الخيل التي أضمرت من الحفياء وكان أمدها ثنية الوداع وسابق الخيل التي لا تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق وأن عبد الله بن عمر كان ممن سابق بها وقد روي أن النبي سابق بين العضباء وغيرها فسبقت العضباء فقال النبي ' حق على الله ألا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه ' وفي ذلك في الفوائد رياضة النفس والدواب وتدريب الأعضاء على التصرف ولا مسابقة إلا بين الخيل والإبل خاصة
(٣٩)