أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٠
الثاني قال ثعلب هو مأخوذ من النسيكة والنسيكة المخلصة من الخبث ويقال للذبح نسك لأنه من جملة العبادات الخالصة لله لأنه لا يذبح لغيره وادعى ابن عرفة أن معنى نسكت ذهبت وكل من ذهب مذهبا فقد نسك ولا يرجع إلا إلى العبادة والتقرب وهو الصحيح ولما رأى قوم أن العبادة تتكرر قال إن نسكت بمعنى تعهدت والذي ذهب إليه الفراء من أنه العيد روي عن ابن عباس وهو من أفضل المناسك المسألة الثالثة قوله تعالى (* (ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) *)) يعني يذبحونها لله دون غيره في هدي أو ضحية حسبما تقدم بيانه في سورة الأنعام المسألة الرابعة في إقامة الصلاة وقد تقدم المسألة الخامسة قوله تعالى (* (ومما رزقناهم ينفقون) *)) وقد تقدم في مواضع كثيرة الآية العاشرة قوله تعالى (* (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون) *) الآية 36 فيها ثماني عشرة مسألة المسألة الأولى قوله تعالى (* (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله) *)) البدن جمع بدنة وهي الواحدة من الإبل سميت بذلك من البدانة وهي السمن يقال بدن الرجل بضم العين إذا سمن وبدن بتشديدها إذا كبر وأسن وإنما
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»