أحكام القرآن - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٦٣٩
المسألة التاسعة ألحق مالك الصديق الملاطف بالقرابة القريبة فهي في العادة أقوى منها وهي في المودة فكانت مثلها في رد الشهادة المسألة العاشرة قوله تعالى (* (إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما) *)) المعنى لا تميلوا بالهوى مع الفقير لضعفه ولا على الغني لاستغنائه وكونوا مع الحق فالله الذي أغنى هذا وأفقر هذا أولى بالفقير أن يغنيه بفضله بالحق لا بالهوى والباطل والله أولى بالغني أن يأخذ ما في يده بالعدل والحق لا بالتحامل عليه فإنما جعل الله سبحانه الحق والعدل عيارا لما يظهر من الخبث وميزانا لما يتبين من الميل عليه تجري الأحكام الدنياوية وهو سبحانة يجري المقادير بحكمته ويقضي بينهم يوم القيامة بحكمه المسألة الحادية عشرة قال جماعة قوله تعالى (* (ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين) *) فسوى بين الأقربين والأبوين في الأمر بالحق والوصية بالعدل وإن تفاضلوا في الدرجة كما سوى بين الخلق أجمعين وإن تفاضلوا أيضا في الدرجة وكأنه سبحانه يقول لا تلتفتوا في الرحم قربت أو بعدت في الحق كونوا معه عليها ولولا خوف العدل عنه لها لما خصوا بالوصية بها وذلك قوله سبحانه وهي المسألة الثانية عشرة (* (فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا) *)) معناه لا تتبعوا أهواءكم في طلب العدل برحمة الفقير والتحامل على الغني بل ابتغوا الحق فيهما وهذا بيان شاف المسألة الثالثة عشرة قوله تعالى (* (وإن تلووا أو تعرضوا) *)) المعنى إن مطلتم حقا فلم تنفذوه إلا بعد بطء أو عرضتم عنه جملة فالله خبير بعملكم يقال لويت الأمر ألويه ليا وليانا إذا مطلته قال غيلان
(٦٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 634 635 636 637 638 639 640 641 642 643 644 ... » »»