أحكام القرآن - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٢٩٨
فيها سبع مسائل المسألة الأولى قوله تعالى (* (حافظوا) *)) المحافظة هي المداومة على الشيء والمواظبة وذلك بالتمادي على فعلها والاحتراس من تضييعها أو تضييع بعضها وحفظ الشيء في نفسه مراعاة أجزائه وصفاته ومنه كتاب عمر من حفظها وحافظ عليها حفظ دينه فيجب أولا حفظها ثم المحافظة عليها بذلك يتم الدين المسألة الثانية لا شك في انتظام قوله تعالى الصلوات للصلاة الوسطى لكنه خصصها بعد ذلك بالذكر تنبيها على شرفها في جنسها ومقدارها في أخواتها كما قال الله تعالى (* (من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال) *) [البقرة 98] تنبيها على شرف الملكين وكما قال تعالى (* (فيهما فاكهة ونخل ورمان) *) [الرحمن 68] تنبيها على وجه الزيادة في مقدارهما بين الفاكهة المسألة الثالثة في معنى تسميتها وسطى وفي ذلك احتمالات الأول إنها وسطى من الوسط وهو العدل والخيار والفضل كما قال تعالى (* (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) *) [البقرة 143] وقوله تعالى (* (قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون) *) [القلم 28] يعني الأفضل في الآيتين الثاني أنها وسط في العدد لأنها خمس صلوات تكتنفها اثنتان من كل جهة الثالث أنها وسط من الوقت قال ابن القاسم قال مالك الصبح هي الوسطى لأن الظهر والعصر في النهار والمغرب والعشاء في الليل والصبح فيما بين ذلك وهي أقل الصلوات قدرا والظهر والعصر تجمعان والمغرب والعشاء تجمعان ولا تجمع الصبح مع شيء من الصلوات وهي كثيرا ما تفوت الناس وينامون عنها وقال نحوه زيد بن أسلم في توسط الوقت
(٢٩٨)
مفاتيح البحث: زيد بن أسلم (1)، الصّلاة (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»