الزمر (33 - 30)) غيره مثل الكافر ومعبوديه بعبد اشترك فيه شركاء بينهم تنازع واختلاف وكل واحد منهم يدعى أنه عبده فهم يتجاذبونه ويتعاورونه في مهن شتى وهو متحير لا يدرى أيهم يرضى بخدمته وعلى أيهم يعتمد في حاجاته وممن يطلب رزقه وممن يلتمس رفقه فهمه شعاع وقلبه أوزاع والمؤمن بعبد له سيد واحد فهمه واحد وقلبه مجتمع * (إنك ميت) * أي ستموت * (وإنهم ميتون) * وبالتخفيف من حل به الموت قال الخليل أنشد أبو عمرو * وتسألنى تفسير ميت وميت * فدونك قد فسرت إن كنت تعقل * * فمن كان ذا روح فذلك ميت * وما الميت إلا من إلى القبر يحمل * كانوا يتربصون برسول الله صلى الله عليه وسلم موته فأخبر أن الموت يعمهم فلا معنى للتربص وشماتة الفاني بالفاني وعن قتادة نعى إلى نبيه نفسه ونعى إليكم أنفسكم اى إنك وإياهم في عداد الموتى لأن ما هو كائن فكأن قد كان * (ثم إنكم) * أي انك وإياهم فغلب ضمير المخاطب على ضمير الغيب * (يوم القيامة عند ربكم تختصمون) * فتحتج أنت عليهم بأنك بلغت فكذبوا واجتهدت في الدعوة فلجوا في العناد ويعتذرون بمالا طائل تحته تقول الأتباع أطعنا ساداتنا وكبراءنا وتقول السادات اغوتنا الشياطين وآباؤنا الأقدمون قال الصحابة رصى الله عنهم أجمعين ما خصومتنا ونحن اخوان فلما قتل عثمان رضي الله عنه قالوا هذه خصومتنا وعن أبي العالية نزلت في أهل القبلة وذلك في الدماء والمظالم التي بينهم والوجه هو الأول ألا ترى إلى قوله (فمن أظلم ممن كذب على الله) وقوله والذي جاء بالصدق وصدق به وما هو إلا بيان وتفسير للدين تكون بينهم الخصومة كذب على الله افترى عليه بإضافة الولد والشريك إليه (وكذب بالصدق) بالأمر الذي هو الصدق بعينه وهو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم (إذ جاءه) فاجأه بالتكذيب لما سمع له من غير وقفة لأعمال روية أو اهتمام بتمييز بين حق وباطل كما يفعل أهل النصفة فيما يسمعون (أليس في جهنم مثوى للكافرين) أي لهؤلاء الذين كذبوا على الله وكذبوا بالصدق وللأم في الكافرين إشارة إليهم (والذي جاء بالصدق وصدق به) هو رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بالحق وآمن به وأراد به إياه ومن تبعه كما أراد بموسى إياه وقومه في قوله ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون فلذا قال تعالى (أولئك هم المتقون) وقال الزجاج روى عن علي رضي الله عنه أنه قال والذي جاء بالصدق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي صدق به أبو بكر الصديق رضي الله عنه وروى أن الذي جاء بالصدق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي صدق
(٥٤)