تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٢
* (سبح اسم ربك الأعلى) * نزه ذاته عما لا يليق به والاسم صلة وذلك بأن يفسر الأعلى بمعنى العلو الذي هو القهر والافتدار لا بمعنى العلو في المكان وقيل قل سبحان ربى الأعلى وفى الحديث لما نزلت قال علية السلام اجعلوها في سجودكم * (الذي خلق فسوى) * أي خلق كل شئ فسوى خلقه تسوية ولم يأت به متفاوتا غير ملتئم ولكن على أحكام واتساق ودلالة على أنه صادر عن عالم حكيم أو سواه على ما فيه منفعة ومصلحة * (والذي قدر فهدى) * أي قدرلكل حيوان ما يصلحه فهداه إليه وعرفه وجه الانتفاع به أو فهدى وأضل ولكن حذف وأضل اكتفاء كقوله يضل من يشاء ويهدى من يشاء قدر على * (والذي أخرج المرعى) * أنبت ما ترعاه الدواب * (فجعله غثاء) * يابسا هشيما * (أحوى) * أسود فأحوى صفة لغثاء * (سنقرئك فلا تنسى) * سنعلمك القرآن حتى لا تنساه * (إلا ما شاء الله) * أن ينسخه وهذا بشارة من الله لبنيه أن يحفظ عليه الوحي حتى لا ينفلت منه شئ إلا ما شاء الله أن ينسخة فيذهب به عن حفظه يرفع حكمه وتلاوته وسأل ابن كيسان النحوي جنيدا عنه فقال فلا تنسى العمل به فقال مثلك يصدر وقيل قوله فلا تنسى على النهى والألف مزيدة للفاصلة كقوله السبيلا أي فلا تفعل قراءته وتكريره فتنساه إلا ما شاء الله أن ينسيكه يرفع تلاوته * (إنه يعلم الجهر وما يخفى) * أي إنك تجهر بالقراءة مع قراءة جبريل مخافة التفلت والله يعلم جهرك معه وما في نفسك مما يدعوك إلى الجهر أو ما تقرأ في نفسك مخافة النسيان أو يعلم ما أسررتم وما أعلنتم من أقوالكم وأفعالكم وما ظهر وما بطن من أحوالكم * (ونيسرك لليسرى) * معطوف على سنقرئك وقوله انه يعلم الجهر وما يخفى اعتراض ومعناه ونوفقك للطريقة التي هي أيسر وأسهل يعنى حفظ الوحي وقيل للشريعة السمحة التي هي أيسر الشرائع أو توفقك لعمل الجنة * (فذكر) * عظ بالقرآن * (إن نفعت الذكرى) * جواب ان مدلول قوله فذكر قيل ظاهره شرط ومعناه استبعاد لتأثير الذكرى فيهم وقيل هو أمر بالتذكير على الاطلاق كقوله فذكر إنما أنت مذكر غير مشروط بالتفع * (سيذكر) * سيتعظ ويقبل التذكرة * (من يخشى) * الله وسوء العاقبة * (ويتجنبها) * ويتباعد عن الذكرى
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»