تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٣٢١
التكوير (29 - 27)) الانفطار (8 - 1)) فأي طريق تسلكون أبين من هذه الطريقة التي بينت لكم وقال الجنيد فأين تذهبون عنا وان من شئ إلا عندنا * (إن هو إلا ذكر للعالمين) * ما القرآن إلا عظة للخلق * (لمن شاء منكم) * بدل من العالمين * (أن يستقيم) * أي القرآن ذكر لمن شاء الاستقامة يعنى إن الذين شاءوا الاستقامة بالدخول في الاسلام هم المنتفعون بالذكر فكأنه لم يوعظ به غيرهم وإن كانوا موعظين جميعا * (وما تشاؤون) * الاستقامة * (إلا أن يشاء الله رب العالمين) * مالك الخلق أجمعين سورة الانفطار مكية وهى تسع عشرة آية بسم الله لرحمن الرحيم * (إذا السماء انفطرت) * انشقت * (وإذا الكواكب انتثرت) * تساقطت * (وإذا البحار فجرت) * فتح بعضها إلى بعض وصارت البحار بحرا واحدا * (وإذا القبور بعثرت) * بحثت وأخرج موتاها وجواب إذا * (علمت نفس) * أي كل نفس برة وفاجرة * (ما قدمت) * ما عملت من طاعة * (وأخرت) * وتركت فلم تعمل أو ما قدمت من الصدقات وما أخرت من الميراث * (يا أيها الإنسان) * قيل الخطاب لمنكري البعث * (ما غرك بربك الكريم الذي خلقك) * أي شئ خدعك حتى ضيعت ما وجب عليك مع كرم ربك حيث أنعم عليك بالخلق والتسوية والتعديل وعنه عليه السلام حين تلاها غره جهله وعن عمر رضي الله عنه غره حمقه وعن الحسن غره شيطانه وعن الفضيل لو خوطبت أقول غرتنى ستورك المرخاة وعن يحيى بن معاذ أقول غرنى بربك بي سالفا وآنفا * (فسواك) * فجعلك مستوى الخلق سالم الأعضاء * (فعدلك) * فصيرك معتدلا متناسب الخلق من غير تفاوت فيه فلم يجعل إحدى اليدين أطول ولا احدى العينين أوسع ولا بعض الأعضاء أبيض وبعضها أسود أو جعلك معتدل الخلق تمشى قائما لا كالبهائم وبالتخفيف كوفي وهو بمعنى المشدد أي عدل بعض أعضائك ببعض حتى اعتدلت فكنت معتدل الخلقة متناسبا * (في أي صورة ما شاء ركبك) * ما مزيد للتوكيد أي
(٣٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 ... » »»