تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٣١٦
* (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى) * سورة عبس بسم الله ارحمن الرحيم * (عبس وتولى) * * (أن جاءه الأعمى) * مأواه والألف واللام بدل من الإضافة وهذا عند الكوفيين وعند سيبويه وعند البصريين هي المأوى له * (وأما من خاف مقام ربه) * أي علم أن له مقاما يوم القيامة لحساب ربه * (ونهى النفس) * الامارة بالسوء * (عن الهوى) * المؤذى أي زجرها عن اتباع الشهوات وقيل هو الرجل يهم بالمعصية فيذكر مقامه للحساب فيتركها والهوى ميل النفس إلى شهواتها * (فإن الجنة هي المأوى) * أي المرجع * (يسألونك عن الساعة أيان مرساها) * متى ارساؤها أي اقامتها يعنى متى يقيمها الله تعالى ويثبتها * (فيم أنت من ذكراها) * في أي شئ أنت من أن تذكر وقتها لهم وتعلمم به أي ما أنت من ذكراها لهم وتبيين وقتها في شئ كقولك ليس فلان من العم في شئ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يذكر الساعة ويسأل عنها حتى نزلت فهو على هذا تعجب من كثرة ذكره لها أي أنهم يسألونك عنها فلحرصك على جوابهم لا تزال تذكرها وتسأل عنها * (إلى ربك منتهاها) * منتهى علمها متى تكون لا يعلمها غيره أو فيم انكار لسؤالهم عنها أي فيم هذا السؤال ثم قال أنت من ذكراها أي ارسالك وأنت آخر الأنبياء علامة من علاماتها فلا معنى لسؤالهم عنها ولا يبعد أن يوقف على هذا على فيم أنت من ذكراها متصل بالسؤال أي يسألونك عن الساعة أيان مرساها ويقولون أين أنت من ذكراها ثم استأنف فقال إلى ربك منتهاها * (إنما أنت منذر من يخشاها) * أي لم تبعث لتعلمهم بوقت الساعة وإنما * (لم يلبثوا) * في الدنيا * (إلا عشية أو ضحاها) * أي ضحى العشية استقلوا مدة لبثهم في الدنيا لما عاينوا من الهول كقوله لم يلبثوا إلا ساعة من نهار وقوله قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم وإنما صحت إضافة الضحى إلى العشية للملابسة بينهما لاجتماعهما في نهار واحد والمراد أن مدة لبثهم لم تبلغ يوما كاملا ولكن أحد طرفي النهار عشيته أو ضحاه والله أعلم سورة عبس مكية وهى اثنتان وأربعون آية بسم الله الرحمن الرحيم * (عبس) * كلح أي النبي صلى الله عليه وسلم * (وتولى) * اعرض * (أن جاءه) * لأن جاءه ومحله نصب لأنه مفعول له والعامل فيه عبس أو تولى على اختلاف المذهبين * (الأعمى) * عبد الله بن أم مكتوم وأم مكتوم أم
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»