وما استفهامية منصوبة بقدمت أي ينظر أي شئ قدمت يداه أو موصولة منصوبة بينظر يقال نظرته يعنى نظرت إليه والراجع من الصلة محذوف أي ما قدمته * (يا ليتني كنت ترابا) * في الدنيا فلم أخلق ولم أكلف أو ليتني كنت ترابا في هذا اليوم فلم أبعث وقيل يحشر الله الحيوان غير المكلف حتى يقتص للجماء من القرناء ثم يرده ترابا فيود الكافر حاله وقيل الكافر إبليس يتمنى أن يكون كآدم مخلوقا من التراب ليثاب ثواب أولاده المؤمنين والله أعلم سورة النازعات ست وأربعون آية مكية بسم الله الرحمن الرحيم * (والنازعات غرقا) * والناشطات نشطا * (والسابحات سبحا) * فالسابقات سبقا * (فالمدبرات أمرا) * لا وقف إلى هنا ولزم هنا لأنه لو وصل لصار يوم ظرف المدبرات وقد انقضى تدبير الملائكة في ذلك اليوم أقسم سبحانه بطوائف الملائكة التي تنزع الأرواح من الأجساد غرقا أي إغراقا في النزع أي تنزعها من أقاصي الأجساد من أناملها ومواضع أظفارها وبالطوائف التي تنشطها أي تخرجها من نشط الدلو من البئر إذا أخرجها وبالطوتئف التي تسبح في مضيها أي تسرع فتسبق إلى ما أمروا به فتدبر أمر أمن أمور العباد مما يصلحهم في دينهم ودنياهم أو دنياهم كما رسم لهم أو بخيل الغزاة التي تنزع في أعنتها نزعا تغرق فيه الأعنة لطول أعناقها لأنها عراب والتي تخرج من دار الإسلام إلى دار الحرب من قولك ثور ناشط إذا خرج من بلد إلى بلد والتي تسبح في جريها فتسبق إلى الغاية فتدبر أمر الغلبة والظفر واسناد التدبير إليها لأنها من أسبابه أو بالنجوم التي تنزع من المشرق إلى المغرب وإغراقها في النزع أن تقطع الفلك كله حتى تنحط في أقصى الغرب والتي يخرج من برج إلى برج والتي تسبح في الفلك من السيارة فتسبق فتدبر أمر امن علم الحساب وجواب القسم محذوف وهو لتبعثن لدلالة ما بعده عليه من ذكر القيامة * (يوم ترجف) * تتحرك حركة شديدة والرجف شدة الحركة * (الراجفة) * النفخة الأولى وصفت بما يحدث بحدوثها لأنها تضطرب بها الأرض حتى يموت كل من عليها * (تتبعها) * حال عن الراجفة * (الرادفة) * النفخة الثانية لأنها تردف الأولى وبينهما أربعون سنة والأولى تميت الخلق والثانية تحييهم * (قلوب يومئذ) * قلوب منكري البعث * (واجفة) * مضطربة من الوجيف وهو الوجيب وانتصاب يوم ترجف بما دل عليه قلوب يومئذ واجفة أي يوم ترجدف وجفت القلوب وارتفاع قلوب بالابتداء وواجفة صفتها * (أبصارها) * أي أبصار أصحابها * (خاشعة) * ذليلة لهول ما ترى
(٣١٣)