تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٧
أي هذا الاسرار * (منكم فقد ضل سواء السبيل) * فقد أخطأ طريق الحق والصواب * (إن يثقفوكم) * أن يظفروا بكم ويتمكنوا منكم * (يكونوا لكم أعداء) * خالصي العداوة ولا يكونوا لكم أولياء كما أنتم * (ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء) * بالقتل والشتم * (وودوا لو تكفرون) * وتمنوا لو ترتدون عن دينكم فإذا موادة أمثالهم خطأ عظيم منكم والماضي وان كان يجري في باب اشرط مجرى المضارع ففيه نكتة كأنه قيل ودوا قبل كل شيء كفركم وارتدادكم يعني انهم يريدون أن يلحقوا بكم مضار الدنيا والدين من قتل الأنفس وتمزيق الأعراض وردكم كفارا أسبق المضار عندهم وأولها لعلهم أن الذين أعز عليكم من أرواحكم لأنكم بذالون هادونه والعدو أهم شيء عنده انيقصد أهم شيء عند صاحبه * (لن تنفعكم أرحامكم) * قراباتكم * (ولا أولادكم) * الذين توالون الكفار من اجلهم وتتقربن إليهم محاماة عليم ثا قال * (يوم القيامة يفصل بينكم) * وبين أقاربكم وأولادكم يوم يفر المرء من أخيه الآية فما لكم ترفضون حق الله مراعاة لحتى من يفر منكم غدا يفصل عاصم يفصل حمزة وعلي والقائل هو الله عز وجل يفضل ابن ذكوان غيرهم يفصل * (والله بما تعملون بصير) * فيجازيكم على أعمالكم * (قد كانت لكم أسوة) * قدوة في التبرئ من الأهل * (حسنة في إبراهيم) * أي في أقواله ولهذا استثنى منها إلى قول إبراهيم * (والذين معه) * من المؤمنين وقيل كانوا أنبياء * (إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم) * جمع برئ كظريف وظرفاء * (ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة) * بالافعال * (والبغضاء) * بالقلوب * (أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده) * فحينئذ نترك عداوتك * (إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك) * وذلك لموعدة وعدها إياه أي افتدوا به في أقواله ولا تاتسوا به في الاستغفار لأبيه الكافر * (وما أملك لك من الله من شيء) * أي من هداية ومغفرة وتوفيق وهذه الجملة لا تليق بالاستثناء ألا ترى إلى قوله قل فمن يملك لكم من الله شيئا ولكن المراد استثناء جملة قوله لأبيه والقصد إلى موعد الاستغفار له وما بعده تابع له كأنه قال استغفر لك وما في طاقتي إلا الاستغفار
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»