تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٢٤٠
وان انفلت أحد منهن إلى الكفار وهو في قراءة ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أحد * (فعاقبتم) * فاصبتموهم في القتال بعقوبة حتى غنمتم عن الزجاج * (فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا) * فاعطوا المسلمين الذين ارتدت زوجاتهم وألحقن بدار الحرب مهور زوجاتهم من هذه الغنيمة * (واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون) * وقيل هذا الحكم منسوخ أيضا * (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك) * هو حال * (على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن) * يرد وأد البنات * (ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن) * كانت المرا تلتقط المولود فتقول لزوجها هو ولدي منك كنى بالبهتان المفترى بين يديها ورجليها عن الولد الذي تلصقه بزوجها كذبا لأن بطنها الذي تحمله فيه بين اليدين وفرجها الذي تلد به بين الرجلين * (ولا يعصينك في معروف) * طاعة الله ورسوله * (فبايعهن واستغفر لهن الله) * عما مضى * (إن الله غفور) * بتمحيق ما سلف * (رحيم) * بتوفيق ما ائتنف وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ يوم فتح مكة من بيعة الرجال اخذ في بيعة النساء وهو على الصفا وعمر قاعد أسفل منه يبايعهن عنه بأمره ويبلغهن عنه وهند بنت عتبة امرأة أبي سفيان متقنعة متنكرة خوفا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرفها لما صنعت بحمزة فقال عليه السلام أبايعكن على أن لا تشركن بالله شيئا فبايع عمر النساء على أن لا يشركن بالله شيئا فقال عليه السلام ولا يسرقن فقالت هند ان أبا سفيان رجل شحيح وأني أصبت من ماله هنات فقال أبو سفيان ما أصبت فهو لك حلال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفها فقال لها انك لهند قالت نعم فاعف عما سلف يا نبي الله عفا الله عنك فقال ولا يزنين فقالت أو تزني الحرة فقال ولا يقتلن أولادهن فقالت ربيناهم صغارا وقتلتهم كبارا فأنتم وهم أعلم وكان ابنها حنظلة قد قتل يوم بدر فضحك عمر حتى استلقى وتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ولا يأتين ببهتان فقالت والله ان البهتان لأمر قبيح وما تأمرنا الا بالرشد ومكارم الأخلاق فقال ولا يعصينك في معروف فقالت والله ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شيء وهو يشير إلى أن طاعة الولاة لا تجب في المنكر * (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم) *
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»