يس (76 - 72)) * (فهم لها مالكون) * أي خلقناها لأجلهم فملكناها إياهم فهم متصرفون فيها تصرف الملاك مختصون بالانتفاع بها أو فهم لها ضابطون قاهرون * (وذللناها لهم) * وصيرناها منقادة لهم وإلا فمن كان يقدر عليها لولا تذليله تعالى وتسخيره لها ولهذا ألزم الله سبحانه الراكب أن يشكر هذه النعمة ويسبح بقوله سبحان الذي سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين * (فمنها ركوبهم) * وهو ما يركب * (ومنها يأكلون) * أي سخرناها لهم ليركبوا ظهرها ويأكلوا لحمها * (ولهم فيها منافع) * من الجلود والأوبار وغير ذلك * (ومشارب) * م 4 ن اللبن وهو جمع مشرب وهو موضع الشرب أو الشراب * (أفلا يشكرون) * الله على انعام الأنعام * (واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون) * أي لعل أصنامهم تنصرهم إذا حز بهم أمر * (لا يستطيعون) * أي آلهتهم * (نصرهم) * نصر عابديهم * (وهم لهم) * أي الكفار للأصنام * (جند) * أعوان وشيعة * (محضرون) * يخدمونهم ويذبون عنهم أو اتخذوهم لينصروهم عند الله ويشفعوا لهم والأمر على خلاف ماتوهموا حيث هم يوم القيامة جند معدون لهم محضرون لعذابهم لأنهم يجعلون وقود النار * (فلا يحزنك قولهم) * وبضم الياء وكسر الزاي نافع من حزنه وأحزنه يعنى فلا يهمك تكذيبهم وأذاهم وجفاءهم * (إنا نعلم ما يسرون) * من عداوتهم * (وما يعلنون) * وإنا مجازوهم عليه نحق مثلك أن يتسلى بهذا الوعيد ويستحضر في نفسه صورة حاله وحالهم في الآخرة حتى ينقشع عنه الهم ولا يرهقه الحزن ومن زعم أن من قرأ إنا نعلم بالفتح فسدت صلاته وإن اعتقد معناه كفر فقد أخطأ لأنه يمكن حمله على حذف لام التعليل وهو كثير في القرآن والشعر وفى كل كلام وعليه تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الحمد والنعمة لك كسر أبو حنيفة وفتح الشافعي رحمة الله عليهما وكلاهما تعليل فإن قلت إن كان المفتوح بدلا من قولهم كأنه قيل فلا يحزنك أنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ففساده ظاهر قلت هذا المعنى قائم مع المكسورة إذا جعلتها مفعولة للقول فقد تبين أن تعلق الحزن بكون الله عالما وعدم تعلقه لا يدوران على كسران وفتحها وإنما يدوران على تقديرك فتفصل إن فتحت بأن تقدر معنى التعليل ولا تقدر معنى البدل كما أنك تفصل بتقدير معنى التعليل إذا كسرت ولا تقدره معنى المفعولية ثم إن قدرته كاسرا أو فاتحا على ما عظم فيه الخطب ذلك القائل فما فيه إلا نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحزن على علمه تعالى بسرهم وعلانيتهم والنهي عن حزنه ليس إثباتا لحزنه بذلك كما في قوله فلا تكونن ظهيرا للكافرين ولا تكونن من المشركين ولا تدع مع الله إلها آخر ونزل في أبي بن خلف حين أخذ عظما باليا وجعل يفته بيده ويقول يا محمد أترى الله يحيى هذا بعد مارم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ويبعثك ويدخلك جهنم * (أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة) *
(١٤)