الصافات (107 - 102)) ابنك ورؤيا الأنبياء وحى كالوحى في اليقظة وإنما لم يقل رأيت لأنه رأى مرة بعد مرة فقد قيل رأى ليلة التروية كأن قائلا يقول له ان الله يأمرك بذبح ابنك هذا فلما أصبح روى في ذلك من الصباح إلى الرواح أمن الله هذا الحلم أم من الشيطان فمن ثم سمى يوم التروية فلما أمسى رأى مثل ذلك فعرف أنه من الله فمن ثم سمى يوم عرفة ثم رأى مثل ذلك في الليلة الثالثة فهم بنحره فسمى اليوم يوم النحر * (فانظر ماذا ترى) * من الرأي على وجه المشاورة لا من رؤية العين ولم يشاوره ليرجع إلى رأيه ومشورته ولكن ليعلم أيجزع أم يصبر ترى على وحمزة أي ماذا تبصر من رأيك وتبديه * (قال يا أبت افعل ما تؤمر) * أي ما تؤمر به وقرء به * (ستجدني إن شاء الله من الصابرين) * على الذبح روى أن الذبيح قال لأبيه يا أبت خذ بناصيتي واجلس بين كتفي حتى لا أوذيك إذا أصابتنى الشفرة ولا تذبحنى وأنت تنظر في وجهي عسى أن ترحمني واجعل وجهي إلى الأرض ويروى اذبحنى وانا ساجد وأقرأ على أمي السلام وإن رأيت أن ترد قميصى على أمي فافعل فإنه عسى أن يكون أسهل لها * (فلما أسلما) * انقاد الأمر الله وخضعا وعن قتادة اسلم هذا ابنه وهذا نفسه * (وتله للجبين) * صرعه على جبينه ووضع السكين على حلقه فلم يعمل ثم وضع السكين على قفاه فانقلب السكين ونودى يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا روي أن ذلك المكان عند الصخرة التي بمنى وجواب لما محذوف تقديره فلما اسلما وتله للجبين * (وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا) * اى حققت ما أمرناك به في المنام من تسليم الولد للذبح كان ما كان مما ينطق به الحال ولا يحيط به الوصف من استبشارهما وحمدهما لله وشكرهما على ما أنعم به عليهما من دفع البلاء العظيم بعد حلولهما أو الجواب قبلنا منه وناديناه معطوف عليه إنا كذلك نجزى المحسنين تعليل لتخويل ما خولهما من الفرج بعد الشدة * (إن هذا لهو البلاء المبين) * الاختبار البين الذي يتميز فيه المخلصون من غيرهم أو المحنة البينة * (وفديناه بذبح) * هو ما بذبح وعن ابن عباس هو الكبش الذي قربه هابيل فقبل منه وكان يرعى في الجنة حتى فدى به إسماعيل وعنه لو تمت تلك الذبيحة لسارت سنة وذبح الناس أبناءهم * (عظيم) * ضخم الجثة سمين وهى السنة في الأضاحي وروى أنه هرب من إبراهيم عند الجمرة فرماه بسبع حصيات حتى أخذه فبقيت سنة في الرمي وروى أنه لما ذبحه قال جبريل الله أكبر الله أكبر فقال الذبيح لا إله إلا الله والله أكبر فقال إبراهيم الله أكبر ولله الحمد فبقى سنة وقد استشهد أبو حنيفة رضي الله عنه بهذه الآية فيمن نذر ذبح ولده انه يلزمه ذبح شاة والأظهر ان الذبيح إسماعيل وهو قول أبى بكر وابن عباس وابن عمر وجماعة من التابعين رضي الله عنهم لقوله عليه السلام أنا ابن الذبيحين فأحدهما جده إسماعيل والآخر أبوه عبد الله وذلك أن عبد المطلب نذر ان بلغ بنوه عشرة ان يذبح آخر ولده تقربا وكان عبد الله آخرا ففداه بمائة من الإبل
(٢٥)