يس (83)) الصافات (5 - 1)) فسبحن الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون سورة الصافات بسم الله الرحمن الرحيم * (والصافات صفا فالزاجرات زجرا) * كائن موجود لا محالة فالحاصل أن المكونات بتخليقه وتكوينه ولكن عبر عن إيجاده بقوله كن من غير أن كان منه كاف ونون وإنما هو بيان لسرعة الايجاد كأنه يقول كما لا يثقل قول كن عليكم فكذا لا يثقل على الله ابتداء الخلق واعادتهم فيكون شامي وعلى عطف على يقول وأما الرفع فلانها جملة من مبتدأ وخبر لأن تقديرها فهو يكون معطوفة على مثلها وهى أمره أن يقول له كن * (فسبحان) * تنزيه مما وصفه به المشركون وتعجيب من أن يقولوا فيه ما قالوا * (الذي بيده ملكوت كل شيء) * أي ملك كل شئ وزيادة الواو والتاء للمبالغة يعنى هو مالك كل شيء * (وإليه ترجعون) * تعادون بعد الموت بلا فوت ترجعون يعقوب قال عليه الصلاة والسلام إن لكل شئ قلبا وان قلب القرآن يس من قرأ يس يريد بها وجه الله غفر الله له وأعطى من الأجر كأنما قرأ القرآن اثنتين وعشرين مرة وقال عليه السلام من قرأ يس أمام حاجته قضيت له وقال عليه السلام من قرأها إن كان جائعا أشبعه الله وإن كان ظمآن أرواه الله وان كان عريانا ألبسه الله وان كان خائفا أمنه الله وان كان مستوحشا آنسه الله وان كان فقيرا أغناه الله وان كان في السجن أخرجه الله وإن كان أسيرا خلصه الله وان كان ضالا هداه الله وان كان مديونا قضى الله دينه من خزائنه وتدعى الدافعة والقاضية تدفع عنه كل سوء وتقضى له كل حاجة والله أعلم سورة الصافات مكية وهى مائة واحدى أو اثنتان وثمانون آية بسم الله الرحمن الرحيم * (والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا) * أقسم سبحانه وتعالى بطوائف الملائكة أو بنفوسهم الصافات أقدامها في الصلاة فالزاجرات السحاب سوقا أو عن المعاصي بالالهام فالتاليات لكلام الله من الكتب المنزلة وغيرها وهو قول ابن عباس وابن مسعود ومجاهد أو بنفوس العلماء العمال الصفات أقدامها في التهجد وسائر الصلوات فالزاجرات بالمواعظ والنصائح فالتاليات آيات الله والدارسات شرائعه أو بنفوس الغزاة في سبيل الله التي تصف الصفوف وتزجر الخيل للجهاد وتتلوا الذكر مع ذلك وصفا مصدر مؤكد وكذلك زجرا والفاء تدل على ترتيب الصفات في التفاضل فتفيد الفضل للصف ثم للزجر ثم للتلاوة أو على العكس وجواب القسم * (إن إلهكم لواحد) * قيل هو جواب قولهم أجعل الآلهة إلها واحدا * (رب السماوات والأرض) * خبر بعد خبر أو خبر مبتدأ محذوف أي هو رب * (وما بينهما ورب المشارق) * أي مطالع الشمس وهى ثلاثمائة وستون مشرقا وكذلك المغارب تشرق كل يوم في مشرق منها وتغرب في مغرب ولا تطلع ولا تغرب في واحد يومين وأما رب المشرقين ورب المغربين فإنه أراد مشرقى الصيف والشتاء ومغربيهما وأما
(١٦)