تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٩
يس (37 - 42)) كشخص زنجي أسود لأن أصل ما بين السماء والأرض من الهواء الظلمة فاكتسى بعضه ضوء الشمس كمبيت مظلم أسرج فيه فإذا غاب السراج أظلم * (فإذا هم مظلمون) * داخلون في الظلام * (والشمس تجري) * وآية لهم الشمس تجرى * (لمستقر لها) * لحد لها مؤقت مقدر تنتهى إليه من فلكها في آخر السنة شبه بمستقر المسافر إذ قطع مسيره أو لحد لها من مسيرها كل يوم في مرائي عيوننا وهو المغرب أو لانتهاء أمرها عند انقضاء الدنيا * (ذلك) * الجرى على ذلك التقدير والحساب الدقيق * (تقدير العزيز) * الغالب بقدرته على كل مقدور * (العليم) * بكل معلوم * (والقمر) * نصب بفعل يفسره * (قدرناه) * وبالرفع مكي ونافع وأبو عمرو وسهل على الابتداء والخبر قدرناه أو على وآية لهم القمر * (منازل) * وهى ثمانية وعشرون منزلا لا ينزل القمر كل ليلة في واحد منها لا يتخطاه ولا يتقاصر عنه على تقدير مستو يسير فيها من ليلة المستهل إلى الثامنة والعشرين ثم يستتر ليلتين أو ليلة إذا نقص الشهر ولابد في قدرناه منازل من تقدير مضاف لأنه لا معنى لتقدير نفس القمر منازل أي قدرنا نوره فيزيد وينقص أو قدرنا مسيره منازل فيكون ظرفا فإذا كان في آخر منازله دق واستقوس * (حتى عاد كالعرجون) * هو عود الشمراخ إذا يبس وأعوج ووزنه فعلون من الانعراج وهو الانعطاف * (القديم) * العتيق المحول وإذا قدم دق وانحنى واصفر فشبه القمر به من ثلاثة أوجه * (لا الشمس ينبغي لها) * أي لا يتسهل لها ولا يصح ولا يستقيم * (أن تدرك القمر) * فتجتمع معه في وقت واحد وتداخله في سلطانه فتطمس نوره لأن لكل واحد من النيرين سلطانا على حياله لسلطان الشمس بالنهار وسلطان القمر بالليل * (ولا الليل سابق النهار) * ولا يسبق الليل النهار أي آية الليل آية النهار وهما النيران ولا يزال الأمر على هذا الترتيب إلى أن تقوم القيامة فيجمع الله بين الشمس والقمر وتطلع الشمس من مغربها * (وكل) * التنوين فيه عوض عن المضاف إليه أي وكلهم والضمير للشموس والأقمار * (في فلك يسبحون) * يسيرون * (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم) * درياتهم مدنى وشامى * (في الفلك المشحون) * أي المملوء والمراد بالذرية الأولاد ومن يهمهم حمله وكانوا يبعثونهم إلى التجارات في بر أو بحر أو الآباء لأنها من الاضداد والفلك على هذا سفينة نوح عليه السلام وقيل معنى حمل الله ذرياتهم فيها أنه حمل فيها آبائهم الأقدمين وفى أصلابهم وذرياتهم وإنما ذكر ذرياتهم دونهم لأنه أبلغ في الامتنان عليهم * (وخلقنا لهم من مثله) * من مثل الفلك * (ما يركبون) * من الإبل وهى سفائن البر * (وإن) *
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»